عدة عوامل أهمها:

1- اعتدال مناخها وملاءمته لنمو الحشائش والمحاصيل الزراعية.

2- عظم صلاحية حشائشها لتغذية الماشية والأغنام.

3- وجود معظمها في دول متحضرة يمكنها أن تحسن استغلالها.

4- جودة التربة في معظم مناطقها.

وقد ترتب على قرب مراعي أوروبا وأمريكا الشمالية، من مراكز الصناعة وازدحام السكان بالقارتين، وشدة الحاجة إلى الحبوب الغذائية أن تحولت مساحات واسعة منها إلى حقول زراعية ففي الولايات المتحدة مثلًا نجد أن معظم البراري التي في القسم الشرقي من السهول الوسطى أصبحت في الوقت الحاضر من أعظم مناطق إنتاج القمح والذرة في العالم، وقد بدأت الزراعة تنتشر في هذه السهول منذ أواخر القرن الثامن عشر، فقد كان سكان البلاد القليلون وقتئذ ينتشرون في الولايات الشرقية بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي.

وكان رعي الماشية موجودًا جنبًا إلى جنب مع الزراعة في نفس هذه الولايات، إلا أن السكان أخذوا في التزايد بسرعة وترتب على ذلك أمران هما:

أولًا: زيادة الاهتمام باستغلال أراضي الولايات الشرقية للإنتاج الزراعي، فأخذت المناطق التي كانت مخصصة لرعي الماشية في التناقص حتى اختفت حرفة الرعي تمامًا من هذه الولايات.

ثانيًا: هاجر الرعاة نحو الغرب إلى السهول الوسطى، إلا أن التوسع الزراعي ما لبث أن امتد إلى هذه السهول أيضًا مما أدى إلى تزحزح حرفة الرعي مرة أخرى نحو الغرب حتى استقرت في نطاق الإستبس في القسم الغربي من السهول الوسطى وعلى الهضاب شبه الجافة إلى الشرق من جبال روكي مباشرة، ونظرًا لأن هذه المراعي فقيرة نسبيًّا فإن المواشي التي تربى عليها تكون غالبًا هزيلة، ولذلك فإنها تنقل إلى المناطق الزراعية في الشرق حيث تعلف على الذرة فترة من الوقت لتسمينها قبل ذبحها.

وما حدث في أمريكا قد حدث ما يشبهه إلى حد كبير في أوروبا، حيث حولت كثير من مناطق الرعي في وسط وشرق أوروبا إلى حقول زراعية ولهذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015