وموضوعها حيث الطول تسع وعشرون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة. وفي شرقيها الإنكبردية والجبال تحدق بها إلى حد جنوة. وهي مدن وعماير تخترقها أنهار تسير فيها المراكب بالقلوع. وقاعدتها مدينة ملان حيث الطول ثلاثون درجة وسبع وثلاثون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة. وفي شرقيها مدينة البندقية على آخر خليج البنادقة، حيث الطول اثنتان وثلاثون درجة والعرض أربع وأربعون درجة وأربع دقائق. وهي في جزيرة، ومبانيها بالخشب والزوارق تتردد فيها من دار إلى دار، ومركب الإنسان يرسو عند داره. وليس لهم مكان يمشون فيه إلا البساط الذي فيه سوق الصرف، صنعوه لراحتهم إذا احتاجوا للمشي. وملكهم من أنفسهم يقال له الدج. وفي نهر من أنهار أرضه، الذهب المائل للخضرة. وعنده الأخشاب الكثيرة العظيمة. وعلى شط بحر البندقية جبل اشكفونية فيه الأخشاب والسناقر والرجال الشجعان الذين يغلب بهم في البحر أهل جنوة. ولهم جزائر كثيرة صغار في هذا الجزء وفي الذي يليه. وعلى شط بحرها عماير كثيرة لعباد الصليب. وفي جنوبي هذا البحر مدينة روما، قاعدة البابا؛ على مذهب الخوارزمي، وقد تقدم ذكرها في الإقليم الخامس. وتقع في هذا الجزء مدينة لوشيرة، التي أسكن الانبرور فيها المسلمين الذين أخرجهم من صقلية. وهي حيث الطول خمس وثلاثون درجة وست وعشرون دقيقة، والعرض اثنتان وأربعون درجة.