قلنا فيما سبق: إذا تعلق الفعل بزمان، كان داعيا لاختلاف صوره، وهو الفعل المتصرف وإذا لم يتعلق بزمان، كان هذا موجبا لجموده والتزامه بصورة واحدة.

ويهمنا في هذه الآية أن نتعرف على الفعل الجامد «هات ... » فإنه من الأفعال الجامدة التي اختصت بفعل الأمر، فلا يأتي منها الماضي أو المضارع. وقد اختلف في بنائه على الكسر وجموده على حالة واحدة أم أن بناءه يختلف باختلاف الضمائر المتصلة به. وإليك مثال ذلك: «قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ ... » .

[سورة القصص (28) : الآيات 76 الى 77]

إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)

الإعراب:

(من قوم) متعلّق بخبر كان (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (بغى) ، (من الكنوز) متعلّق بحال من ضمير المفعول (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله آتيناه (اللام) المزحلقة للتوكيد (بالعصبة) متعلّق ب (تنوء) و (الباء) للتعدية «1» ، (أولي) نعت للعصبة مجرور وعلامة الجرّ الياء ملحق بجمع المذكّر (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (له) متعلّق ب (قال) ، (لا) ناهية جازمة والثانية نافية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015