وما هم إليه صائرون، فريق في الجنة وفريق في السعير، وصلاة الجمعة والعيدين خلف كل إمام بر وفاجر، وصلاة المكتوبة من غير أن تقدم وقتًا أو تؤخر وقتًا، وأن نشهد للعشرة الذين شهد لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من قريش بالجنة، والحب والبغض للَّه وفي اللَّه، وإيقاع الطلاق إذا جرى كلمة واحدة، والمسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام وللمقيم يوم وليلة، والتقصير في السفر إذا سافر ستة عشر فرسخا بالهاشمي -ثمانية وأربعين ميلًا- وتقديم الإفطار وتأخير السحور، وتركيب اليمين على الشمال في الصلاة، والجهر بآمين، وإخفاء بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأن تقول بلسانك. وتعلم يقينا بقلبك أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان اللَّه عليهم، والكف عما شجر بين أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والإيمان بالبعث والنشور، وعذاب القبر، ومنكر ونكير، والصراط، والميزان، وأن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، يخرج أهل الكبائر من هذه الأمة من النار، وأنه لا يخلد فيها إلا مشرك، وأن أهل الجنة يرون اللَّه بأبصارهم، وأن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر: 67]. قال: فلما سمع هذا مني أمر بي فقلع لي أربعة أضراس، وقال: أخرجوه عني لا يفسد علي ما أنا فيه.
فأخرجت فلقيت أبا عبد اللَّه -أحمد بن حنبل- فسألني عما جرى بيني وبين الخليفة فأخبرته، فقال: لا نسي اللَّه لك هذا المقام حين تقف بين يديه، ثم قال: ينبغي أن نكتب هذا على أبواب مساجدنا، ونعلمه أهلنا وأولادنا، ثم التفت إلى ابنه صالح فقال: اكتب هذا الحديث، واجعله في رق أبيض واحتفظ به، واعلم أنه من خير حديث كتبته إذا لقيت اللَّه