شاكًا؟ قال: لا.
ثم قال لأبي عبد اللَّه: الحجاج بن يوسف يكون إيمانه مثل إيمان أبي بكر؟ قال: لا.
قال: فيكون إيمانه مثل إيمان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: فالمرجئة يقولون: الإيمان قول.
"الإبانة" الإيمان 2/ 905 (1271).
قال حنبل: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد سُئل عن الإيمان؛ فقال: قول وعمل ونية.
قيل له: فإذا قال الرجل: مؤمن أنت؟ قال: هذا بدعة. قيل له: فما يُرد عليه؟ قال: يقول: مؤمن -إن شاء اللَّه- إلّا أن يستثني في هذا الموضع.
ثم قال أبو عبد اللَّه: والإيمان يزيد وينقص، فزيادته بالعمل، ونقصانه بترك العمل، قال اللَّه {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] فهو يزيد وينقص، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأهل القبور لما أشرف عليهم: "وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون" فاستثنى، وقد علم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه ميت فاستثناه.
"شرح أصول الاعتقاد" 5/ 1057 (1798)
قال عيسى بن جعفر: سألت أبا عبد اللَّه عن الاستثناء في الإيمان؛ فقال: أذهب فيه إلى قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ} [الفتح: 27]. قد علم أنهم داخلون، واستثنى، وإلى قوله عَزَّ وَجَلَّ: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99]. وقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون" فقد علم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه لاحق بهم واستثنى.
"طبقات الحنابلة" 2/ 181