نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة، وكان ورعا صالحا صبورا على الفقر.
قال ابنه إسحاق: كان أحمد بن حنبل مختفيا هاهنا عندنا في الدار، فقال لي: ليس أطيق ما يطيق أبوك، يعني من العبادة، وكان أحمد قد اختفى عنده في أيام الواثق ثلاثة أيام، ثم رجع إلى منزله.
قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق. وقال الحاكم: ثقة مأمون. وكان أحمد يغشاه، ويحترمه، ويجله. وقال عنه: ثقة. وقال الدارقطني: ثقة فاضل. وقال الذهبي: كان من كبار تلامذة أحمد في الفقه والفضل.
مات في يوم الأربعاء لأربع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين، ولما حضرته الوفاة جعل يقول لابنه: يا إسحاق ارفع الستر مرتين. قال: يا أبت الستر مرفوع. قال: أنا عطشان، فجاء ابنه بماء، فقال: غابت الشمس قال: لا. فرده، ثم قال: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)} [الصافات: 61]، ثم خرجت روحه (?).
هو أحمد بن منصور بن سيار بن معارك الرمادي البغدادي.
سمع من: عبد الرزاق بن همام، وأبي داود الطيالسي، وأبي عاصم النبيل وغيرهم كثير بالحجاز واليمن والعراق والشام ومصر. وكان من أوعية العلم، صنف "المسند الكبير".
وروى عنه: ابن ماجه، وابن أبي الدنيا، وأبو عوانة، وابن أبي حاتم.
وثقه أبو حاتم، والدارقطني.
مات لأربع بقين من ربيع الآخر، سنة خمس وستين ومائتين، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة (?).