قال صالح: وجه المتوكل إلى أبي إسحاقَ بنَ إبراهيم (?) يأمره بحمل أبي إلى العسكر. فوجه إسحاق إلي أبي، فقال: إن أمير المؤمنين قد كتب إلي يأمرني بإشخاصك إليه، فتأهب لذلك.
قال أبي: فقال لي إسحاق بن إبراهيم: اجعلني في حل.
فقلت: قد جعلتك وكل من حضر في حل.
قال أبي: فقال لي إسحاق: أسألك عن القرآن مسألة مسترشد لا مسألة امتحان، وليكن ذلك عندك مستورًا، ما تقول في القرآن؟
قال أبي: فقلت: القرآن كلام اللَّه ليس بمخلوق.
قال: فقل لي: من أين قلت غير مخلوق؟
قال أبي: فقلت له: قال اللَّه تبارك وتعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] ففرق بين الخلق والأمر.
فقال إسحاق: الأمر مخلوق؟
فقال أبي: فقلت له: يا إسحاق، إن اللَّه يخلق خلقا (?).
فقال أبي: فقال لي: وعمن تحكي، أنه ليس بمخلوق؟
قال: فقلت: جعفر بن محمد قال: ليس بخالق ولا مخلوق. قال: فسكت.
قال أبي: فلما كانت الليلة الثانية، وجه إليَّ: ما تقول في الخروج؟
قال: فقلت: ذلك إليك.
فقال: الذي حكيت هو عن محمد بن الحنفية؟