شفتيه، ودعا اللَّه عز وجل، فعادت السراويل كما كانت.
وعقب عليها بقوله (18/ 112):
هذِه حكاية لا تصح، ولقد ساق فيها أبو نعيم الحافظ من الخرافات والكذب ما يُستحى مِن ذِكره. وأضعف منها ما رواه أبو نعيم في "الحلية". . قال علي بن محمد القرشي: لما قدم أحمد ليضرب، وجُرِّد وبقي في سراويله، فبينا هو يضرب انحل سراويله، فجعل يحرك شفتيه بشيء، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يُضرب، فشدتا السراويل .. قلت: هذِه مكذوبة، ذكرتها للمعرفة، ذكرها البيهقي، وما جسر على تضعيفها. ثم روى بعدها حكاية في المحنة، عن أبي مسعود البجلي إجازة، عن ابن جهضم، وهو كذوب، عن النجاد، عن ابن أبي العوام الرياحي، فيها من الركاكة والخرط ما لا يروج إلا على الجهال. وفيها أن مئزره اضطرب، فحرك شفتيه، فما استتم الدعاء حتى رأيت كفًّا من ذهب قد خرج من تحت مئزره بقدرة اللَّه، فصاحت العامة. اهـ.
وذكر أيضًا رواية ابن أبي حاتم قال: حدثني أبو بكر محمد بن العباس المكي: سمعت الوركاني جار أحمد بن حنبل يقول: يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس. وأسلم يوم مات عشرون ألفًا من اليهود والنصارى والمجوس. وفي لفظ عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف.
ثم عقب عليها بقوله (18/ 143):
وهي حكاية منكرة لا أعلم رواها أحدٌ إلا هذا الوركاني، ولا عنه إلا محمد بن العباس، تفرد بها إن أبي حاتم، والعقل يحيل أن يقع مثل هذا الحادث في بغداد ولا يرويه جماعة تتوفر هممهم، ودواعيهم على نقل ما هو دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره المروذي، ولا صالح بن أحمد، ولا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل الذين حكوا من أخبار أبي عبد اللَّه جزيئات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها! فواللَّه لو أسلم يوم موته عشرة أنفس لكان