قال الذهبي: كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه، من كبار الفقهاء، فكتابه يدل على ذلك، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد، لازم مجلسه مدة، وسأله عن دقاق المسائل في الفروع والأصول، وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها، وترك الخوض في مضائق الكلام.
ويروى أن عبد اللَّه بن مسعود كان يشبه بالنبي صلى اللَّه عليه وسلم في هديه ودله، وكان علقمة يشبه بعبد اللَّه في ذلك، وكان إبراهيم النخعي يشبه بعلقمة في ذلك، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وكان سفيان الثوري يشبه بمنصور، وكان وكيع يشبه بسفيان، وكان أحمد يشبه بوكيع، وكان أبو داود يشبه بأحمد.
ولد أبو داود سنة ثنتين ومائتين، ومات يوم الجمعة السادس عشر من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين، وقيل: إنه توفي بالبصرة (?).
- من مؤلفاته:
- " مسائل الإمام أحمد": طُبع بالقاهرة سنة (1353 هـ/ 1934 م)، ثم صُور ببيروت بدار المعرفة بتقديم محمد رشيد رضا. وطبع طبعة أخرى بتحقيق: طارف عوض اللَّه، نشر مكتبة ابن تيمية، ط 1 (1420 هـ - 1999 م)
- "سؤالات أبي داود": مطبوع بتحقيق ودراسة د. زياد محمد منصور، نشر مكتبة العلوم والحكم، ط 1 (1414 هـ - 1994 م).
- "السنن": وهو مطبوع بتحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر.
ذكره أبو بكر الخلال في جملة الأصحاب.
مات في جمادى الأولى سنة ست وسبعين ومائتين، وسنه خمس وتسعون سنة، ودفن في الشونيزية كما في "الأوراق" للصولي (?).