قال: ما أكرهه للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد إلا أن يكثروا.
قال إسحاق: كما قال، وإنما معنى: أن لا يكثروا يقول: أن لا يتخذوها عادة حَتَّى يعرفوا به.
"مسائل الكوسج" (3499)
قال مُهَنّا: سألتُ أبا عبد اللَّهِ عَنْ الرّجُلِ يَجْلِسُ إلى القَوْمِ، فَيَدْعُو هذا ويَدْعُو هذا، ويَقولونَ لَهُ: ادْعُ أَنْتَ، فقال: لا أَدْرِي ما هذا؟
"الآداب الشرعية" 2/ 103
قال أبو العَبّاسِ الفضلُ بنُ مِهْرانَ: سألتُ يَحْيى بْن مَعِينٍ وأحمدَ بْنَ حنبلٍ، قُلْتُ: إنَّ عِنْدَنا قَوْمًا يَجْتَمِعونَ فَيَدْعونَ ويَقرءونَ القُرآنَ ويذكرونَ اللَّهَ تَعالَى فما تَرى فِيهِمْ؟ قال: فأمّا يحيى بن معينٍ، فَقال: يَقرأُ فِي المُصْحَفِ، ويَدْعُو بَعْدَ صَلاةٍ، ويذكرُ اللَّهَ في نفسِهِ.
قُلْتُ: فَأخٌ لي يفعلُ هذا؟ قال: انْهَهُ.
قُلْتُ: لا يقبلُ؟ قال: عِظْهُ.
قلتُ: لا يقبلُ، أَهْجُرُهُ؟ قال: نَعَمْ.
ثُمَّ أَتَيْتُ أَحْمَدَ، وحَكَيْتُ لَهُ نَحْوَ هذا الكَلامِ، فقال لِي أَحْمَدُ أَيْضًا: يَقْرَأُ فِي المُصْحَفِ، ويَذْكُرُ اللَّهَ تَعالَى فِي نَفْسِهِ، ويطلب حَدِيث رَسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قُلْتُ: فَأَنْهاهُ؟ قال: نَعَمْ.
قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَقْبَلْ. قال: بلى إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالَى فَإِنَّ هذا مُحْدَثٌ: الاجْتِماعُ والَّذِي تَصِفُ.
قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَهْجُرُهُ؟ فَتَبَسَّمَ وسَكَتَ.
سَأَلَه المَرُّوذِيُّ عَنْ القَوْمِ يَجْتَمِعونَ فَيَقْرَأُ قارِئٌ ويَدْعونَ حَتَّى يُصْبِحوا؟