وذكر غيره: أَنَّه ثار بسبب ذلك فتنة، وأراد جماعة الانتصار من البكري فلم يُمَكنهم الشَّيخ من ذلك.

واتفق بعد مدة: أَنَّ البكري همّ السلطان بقتله، ثمَّ رسم بقطع لسانه؛ لكثرة فضوله وجراءته، ثمَّ شفع فيه، فنفي إِلى الصعيد ومنع من الفتوى والكلام في العلم. وكان الشَّيخ في هذه المدة يُقْرئ العلم، ويجلس للناس في مجالس عامة.

ثم قدم إِلى الشَّام هو وإخوته سنة اثنتى عشرة بنيَّة الجهاد، لما قدم السلطان لكشف التتر عن الشَّام. فخرج مع الجيش، وفارقهم من عسقلان، وزار البيت المقدس.

ثمَّ دخل دمشق بعد غيبته عنها فوق سبع سنين، ومعه أخواه وجماعة من أصحابه، وخرج خلق كثير لتلقيه، وسُرَّ الناس بمقدمه، واستمر على ما كَانَ عليه أولاً، من إقراء العلم، وتدريسه بمدرسة السكرية، والحنبلية، وإفتاء الناس ونفعهم.

ثمَّ في سنة ثمان عشرة: ورد كتاب السلطان بمنعه من الفتوى في مسألة الحلف بالطلاق بالتكفير، وعُقِد له مجلس بدار السعادة، ومنع من ذلك، ونودي في البلد.

ثمَّ في سنة تسع عشرة عُقِد له مجلس أَيضًا كالمجلس الأوَّل، وقرئ كتاب السلطان بمنعه من ذلك، وعوتب على فتياه بعد المنع، وانفصل الكجلس على تأكيد المنع.

ثمَّ بعد مدة عُقِد له مجلس ثالث بسبب ذلك، وعوتب وحبس بالقلعة. ثمَّ حبس لأجل ذلك مرة أخرى. ومنع بسببه من الفتيا مطلقًا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015