تُلقي الأباطيلَ أسحَارٌ لها دهَشٌ ... فيلقفُ الحقُّ ما قالوا وما سحرُوا

فليتهُم مثل ذاك الرهطِ من ملأٍ ... حتى يكون لكم في شأنِه عِبَر

وليتهم أذعنوا للحقّ مثلهم ... فآمنوا كلّهم من بعد ما كفرُوا

يا طالما نفروا عنه مجانبةً ... وليتَهم نفَعوا في الضيم أو نفروا

هل فيهُمُ صادح بالحقّ مِقولُه ... أو خائض للوغى والحرب تَسْتَعِرُ؟

رمى إِلى نحر غازانٍ مواجهةً ... سِهامَه من دعاءٍ عونُه القدَرُ

بتلِّ راهطَ والأعداءُ قد غلبوا ... على الشآم وطار الشرّ والشرر

وشَقّ في المرج والأسياف مسلطةٌ ... طوائف كلّها أو بعضُها التتر

هذا وأعداؤه في الدور أشجعهم ... مثلَ النساء بظلّ الباب مُستتِر

وبعدها كسروانٌ والجبال وقد ... أقام أطوادها والطوْد منفطِر

واستحصد القوم بالأسياف جهدهُمُ ... وطالما بطلوا طغوى وما بطروا

قالوا: قبرناه، قلنا: إنّ ذا عجبٌ ... حقًّا أللكوكب الدرّيّ قد قبرُوا؟

وليس يذهبُ معنًى منه متّقدٌ ... وإنّما تذهبُ الأجسام والصور

لم يَبْكِه ندمًا من لا يصبّ دمًا ... تجري به ديَمًا تهمي وتنهمِر

لهفي عليه أبا العبّاس كم كرم ... لمَّا قَضَيتَ قضى من عمره العمرُ

سَقَى ثراك من الوسمِيّ صيّبُه ... وزانَ مغناك قَطْرٌ كلّه قطر

ولا يزال له برقٌ يغازله ... حلوُ المراشف في أجفانه حور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015