ولاتجارى له خيلٌ مسوّمَةٌ ... وجوهُ فرسانها الأوضاحُ والغَرَرُ

ولا تحفّ به الأبطالُ دائرةً ... كأنهُم أنجمٌ في وسطها قمَر

ولا تعبّس حربٌ في مواقِفِه ... يومًا ويضحكُ في أرجائه الظفرُ

حتّى يقوّمَ هذا الدين مِن مَيَلٍ ... ويستقيم على منهاجه البشرُ

بل هكذا السلفُ الأبرارُ ما برِحُوا ... يُبلى اصطبارهمُ جهدًا وَهُمْ صبُرُ

تأسّ بالأنبياءِ الطُّهر كم بلغَتْ ... فيهم مضرّةُ أقوام وكم هُجروا

في يوسف في دخول السجن منقَبة ... لمن يكابدُ ما يلقى ويصطبرُ

ما أُهمِلوا أبدًا بل أمهلوا لمدًى ... والله يُعقِبُ تأييدًا وينتصِرُ

أيذهبُ المنهلُ الصافي وما نُقعت ... به الظماءُ ويَبْقى الحمأةُ الكدر؟

مضى حميدًا ولم يعلق به وضرٌ ... وكلّهم وضرٌ في الناس أو وذر

طوْدٌ من الحِلم لا تُرقى له قُننٌ ... كأنّما الطودُ من أحجاره حجرُ

بحرٌ من العلم قد فاضت بقيّتُه ... فغاضت الأبحرُ العظمى وما شعروا

ياليت شعريَ هل في الحاسدين له ... نظره في جميع القوم إن ذُكِروا

هل ْ فيهمُ لحديث المصطفى أحدٌ ... يميّزُ النقّدَ أو يُروى له خبر؟

هل فيهَم من يضمّ البحث في نظرٍ ... أو مثله من يضمّ البحثُ والنظرُ؟

هلاّ جَمعتُمْ له من قومكم ملأً ... كفعل فرعَوْنَ مَعْ مُوسى لتعتبروا؟

قولوا لهم: قال هذا فابحثوا مَعه ... قدّامَنا وانظروا الجهّال إن قدروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015