كفره واستهانته واستهتاره بآيات الله وصحبته الزنادقة كالنجم ابن خلكان، والشمس محمد الباجربقي وابن المعمار البغدادي، وكل منهم فيه انحلال وزندقة، مشهور بها بين الناس. . .

قلت: وقد شهدتُ قتله. وكان شيخنا العلامة أَبو العبَّاس ابن تَيْمِيَّة حاضرًا يومئذ. وقد أتاه وقرّعه على ما كَانَ يصدر منه قبل قتله، ثمَّ ضُربت عُنُقه وأنا مشاهد ذلك.

قال البرزالي: وفي يوم الاثنين بعد العصر السادس من شعبان اعتُقل الشَّيخ الإمام العالم العلاّمة تقيّ الدين ابن تَيْمِيَّة بقلعة دمشق، وأخبراه أَنَّ مرسوم السلطان [الملك الناصر] ورد بذلك وأحضرا معهما مركوبًا ليركبه، فأظهر السرور والفرح بذلك، وقال أَنا كنتُ منتظرًا لذلك، وهذا فيه خيرٌ كثير ومصلحة كبيرة. وركبوا جميعًا من داره إِلى باب القلعة، وأُخليت له قاعة، وأجري إليها الماء، ورُسم له بالإقامة فيها. وأقام معه أخوه زين الدين يخدمه بإذن السلطان، ورُسم له بما يقوم بكفايته.

قال البرزالي: وفي يوم الجمعة عاشر الشهر المذكور قريء بجامع دمشق الكتاب السلطاني الوارد باعتقاله ومنعه من الفتيا. وهذه الواقعة سببُها قتيا وُجدت بخطّه في المنع من السفر، وإعمال المطيّ إِلى زيارة قبور الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، وقبور الصالحين.

قال: وفي يوم الأربعاء منتصف شعبان أمر قاضي القضاة الشَّافعيّ بحبس جماعة من أصحاب الشَّيخ تقي الدين في سجن الحكم. وذلك بمرسوم نائب السلطنة وإذنه له، فيما تقتضيه الشريعة في أمرهم. وعزّر جماعة منهم على دوابّ، ونودي عليهم، ثمَّ أطلقوا. سوى الشمس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015