لئنْ نافقوه وهو في السجنِ وابتغوا ... رضاهُ وأبْدَوا رقّةً وتَودُّدوا

فلا غَرْوَ أنْ ذلَّ الخصومُ لبأسِه ... ولا عجبٌ أن خافَ سطوتَه العدى

فمنْ شيمَةِ العَضْبِ المُهَنَّد أنّهُ ... يُخاف ويُرجى مُغمدًا ومجَرَّدا

وممن مدحه بمصر أيضا شيخنا العلامة أبو حيان، لكنه انحرف عنه فيما بعد، ومات وهو على انحرافه. ولذلك أسباب، منها: أنه قال له يومًا: كذا قال سيبويه، فقال: يكذب سيبويه، فانحرف عنه. وقد كان أولاً جاء إليه والمجلس عنده غاصٌّ بالناسِ، فقال يمدحه ارتجالاً:

لما أتينا تقيّض الدين لاحَ لنا ... داعٍ إلى اللهِ فردٌ ما له وَزَرُ

على محيَّاه من سِيْما الألَى صحبوا ... خير البرية نورٌ دونَه القمرُ

حَبرٌ تسربلَ منه دهرُه حِبَرًا ... بَحرٌ تقاذفُ من أمواجه الدُّررُ

قام ابن تيميةٍ في نصرِ شرعتِنا ... مقامَ سَيِّد تيمٍ إذ عَصَتَ مُضَرُ

فأظهرَ الحقَّ إذ آثارُه دَرَسَتْ ... وأخمدَ الشرَّ إذ طارتْ له الشررُ

كُنَّا نُحدَّثُ عن حَبْرٍ يجيئ فَهَا ... أنتَ الإمام الذي قد كان يُنتظَر

وكتب الشيخ كمال الدين محمد بن علي ابن الزملكانيّ رحمه الله تعالَى على بعض تصانيفه:

ماذا يقولُ الواصفون له ... وصفاتُه جَلَّت عن الحَصْرِ

هو حجةٌ للهش قاهرة ... هو بيننا أعجوبةُ العَصْرِ

هو آيةٌ في الخلق ظاهرةٌ ... أنوارُها أربَتْ على الفَجْرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015