باعتقاله في القلعة. فلم يزل بها إِلى أَن مات رحمه الله تعالى في ليلة الاثنين عشري ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة، بقلعة دمشق، في القاعة الَّتي كَانَ بها محبوسًا.

ومولده بحرّان سنة إِحدى وستين وست مئة.

وأوّل ما اجتمعتُ أنا به كَانَ في سنة ثماني عشرة أَو سبع عشرة وهو بمدرسته في القصّاعين بدمشق المحروسة. وسألتُه مسألة مُشْكِلة في التفسير، ومسألة مُشْكِلة في الإعراب، ومسألة مُشْكِلة في الممكن والواجب. وقد ذكرت ذلك في ترجمته في تاريخي الكبير (?).

ثمَّ اجتمعتُ به بعد ذلك مرّات، وحضرتُ دروسه في الحنبليّة، فكنتُ أرى منه:

عجبًا من عجائب البر والبحـ ... ـر ونوعًا فرْدًا وشكلاً غريبا

وكان [كثيرًا] (?) ما يُنشد قول ابن صرَّدُرَّ:

تموتُ النفوسُ بأوصابِها ... ولم تَشْك عوَّادَها ما بِها

وما أنْصَفَتْ مُهْجةٌ تَشْتكي ... أذاها إِلى غيرِ أَحْبابها

ويُنْشد أيضًا:

مَنْ لم يُقَدْ ويُدسَّ في خيشومه ... رهجُ الخميس فلن يقود خميسا

رأيتُه في المنام بعد موته - رحمه الله تعالى - كأنّه في جامع بني أميّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015