ولا يُقارِبه، وهو عَجَبٌ في استحضاره، واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إِلى الكتب السِّتَّة والمُسند بحيث يَصْدُق عليه أن [يقال]: «كلُّ حديثٍ لا يعرفه ابنُ تيميَّة فليس بحديث»؛ ولكن الإِحاطة لله، غير أَنَّه يغترف فيه من بحر، وغيره من الأئمة يغترفون من السَّواقي، وأما التفسير فمسلَّم إِليه، وله في استحضار الآيات من القُرْآن - وقت إقامة الدَّليل بها على المسألة - قوةٌ عجيبة، وإذا رآه المقرئ تحيَّر فيه، ولفرط إِمامته في التفسير وعَظَمة اطِّلاعه يبيِّنُ خطأ كثيرٍ من أقوال المُفَسِّرين، ويُوهي أقوالاً عديدة، وينصُرُ قولاً واحدًا موافقًا لما دَلَّ عليه القُرْآن والحديث، ويكتب في اليوم والليلة من التفسير، أَو من الفِقْه، أَو من الأصلين، أَو من الرَّدِّ على الفلاسفة والأوائل نحوًا من أربعة كراريس أَو أزيد، وما أُبْعِدُ أَنَّ تصانيفه إِلى الآن تبلُغُ خمس مئة مجلَّدة، وله في غير مسألةٍ مصنَّفٌ مفرد في مجلَّد.

ثمَّ ذكر بعض مصنفاته وقال: ومنها كتاب في الموافقة بين المعقول والمنقول في مجلَّدتين.

قلتُ: هذا الكتاب - وهو كتاب «درء تعارض العقل والنقل» - في أربع مجلدات كبار، وبعض النسخ به في أكثر.

ومن مصنَّفاته: كتاب «بيان تَلْبيس الجَهْمية في تأسيس بِدَعهم الكلامية» في ستِّ مجلدات، وبعض النُّسخ به في أكثر، وكتاب «جواب الاعتراضات المِصْرية على الفُتْيا الحَمَوية» في مجلَّدات، وكذلك كتاب «مِنْهاج السُّنَّة النَّبوية في نَقْض كلام [الشِّيَع] والقدرية»، وكتاب في الرَّد على النَّصَارى سماه «الجواب الصَّحيح لمن بدَّل دين المسيح»، ومن مصنَّفاته أيضًا كتاب «الاستقامة» في مجلَّدين، وكتاب في محنته بمصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015