فانقطع معه، ولا تكلَّم في عِلْم من العلوم - سواء كان من علوم الشرع أو غيرها - إِلاَّ فاق فيه أهلَه والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطُّولى في حُسْن التصنيف، وجودة العبارة، والترتيب والتقسيم والتبيين، ووقعت مسألة فرعية في قسمةٍ جرى فيها اختلافٌ بين المُفتين في العَصْر؛ فكتب فيها مجلَّدة كبيرة، وكذلك وقعت مسألة في حدٍّ من الحدود؛ فكتب فيها أيضًا مُجَلَّدة كبيرة، ولم يخرجْ في كلِّ واحدةٍ عن المسألة، ولا طوَّلَ بتخليط الكلام والدخول في شيءٍ والخروج من شيءٍ، وأتى في كل واحدةٍ بما لم يكن يجري في الأوهام والخواطر، واجتمعت فيه شروطُ الاجتهاد على وجهها.

وقرأت بخطِّ الشَّيخ كمال الدين أيضًا على كتاب «رفع الملام عن الأئمة والأعلام» لشيخنا: تأليف الشَّيخ الإمام العالم، العلاَّمة الأَوْحد، الحافظ المُجْتهد، الزَّاهد العابد، القُدْوة، إِمام الأئمة، قُدْوة الأُمة، علامة العلماء، وارث الأنبياء، آخر المجتهدين، أوحد علماء الدِّين، بركة الإِسلام، حُجَّة الأعلام، بُرْهان المتكلمين، قاع المبتدعين، محيي السُّنَّة، ومَنْ عَظُمَتْ به لله علينا المِنَّة، وقامت به على أعدائه الحُجَّة، واستبانت ببركته وهدية المَحَجَّة، تقي الدين أبي العَبَّاس أحمد ابن عبد الحليم بن عبد السَّلام ابن تيميَّة الحَرَّاني، أعلى الله مناره، وشَيَّد به من الدين أركانه.

ماذا يقولُ الواصفونَ له ... وصِفاته جلَّتْ عن الحَصْرِ

هو حُجّةٌ لله قاهِرَةٌ ... هُو بيننا أُعجوبةُ الدَّهْرِ

هو آيةٌ في الخَلْقِ ... ظاهِرَةٌ أَنْوارها أرْبَتْ على الفَجْرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015