المُقْتَفِي لتاريخ أبي شامة (?)

تأليف: علم الدين القاسم بن محمد البرزالي (739)

وفي يوم السبت منتصف ربيع الآخر (سنة 699) شرع في نهب الصالحية والعيث والفساد فيه، وكسروا الأبواب وقلعوا الشبابيك وأخذوا بسط الجامع، وحصل لهم في الصالحية شيء كثير من القمح والذخائر والمطعومات والكتب، والتجأ الناس إلى دير الحنابلة من جوانب الصالحية، فاحتاط التتار به يوم الثلاثاء ثامن عشر ربيع الآخر، ودخلوا إليه ونهبوا منه، وخرج إليهم في هذا اليوم يوم الثلاثاء شيخ المشايخ المذكور وجماعة (?) بين الظهر والعصر، فأدركوا وردوا عنهم وهرب التتار بين أيديهم وتوجهوا إلى قرية المزة فنهبوا وأسروا وتوجهوا إلى داريا فدخل أهلها إلى الجامع فاحتاطوا به ودخلوه ونهبوا وأسروا وقتلوا أيضًا.

وفي يوم الخميس العشرين من شهر ربيع الآخر خرج جماعة منهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية إلى ملك التتار وكان نازلاً بتل راهط بالمرج فدخل عليه وأراد أن يشكي إليه ماوقع فلم يمكن من ذلك، وأشار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015