عليهم كتاب «الفصوص» الذي كانت الفتنة بسببه قتلونا أو قطعونا من المناصب، ويقال عنا: إنه ما خرج من الحبس حتى دخلتم تحت ما شرط عليكم. ابعثوا أنتم اشرطوا عليه ما أردتم، فإن لم يدخل تحته تكونوا قد عُذِرتم فيه.

فلما أخبره بذلك المشايخ التدامرة قالوا: يا سيدي قد حملونا كلامًا نقوله لك: وحلّفونا أنه ما يطلع عليه غيرنا: أن تنزل لهم عن مسألة العرش ومسألة القرآن ونأخذ خطَّك بذلك، نوقف عليه السلطان ونقول له: هذا الذي حبسنا ابن تيمية عليه قد رجع عنه ونقطع نحن الورقة.

فقال لهم: تدعونني أن أكتب بخطي أنه ليس فوق العرش إله يعبد، ولا في المصاحف قرآن، ولا لله في الأرض كلام؟ ودق بعمامته الأرض وقام واقفا ورفع برأسه إلى السماء وقال: اللهم إني أشهدك على أنهم يدعونني أن أكفر بك وبكتبك ورسلك، وأن هذا الشيء ما أعمله. اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. نفذت فيهم سهام الله. والله لتقلبن دولة بيبرس أسفلها أعلاها. ويكون أعز من فيها أذل من فيها ولينتقمنّ الله من الكبير والصغير، وكم أجد عليهم وما أدعو عليهم». فقلت أنا وشرف الدين بن سعد الدين: شيخُ الإسلام النصاري عُرِض على السيف أربع عشرة مرة لا يقال له: «وافقنا» إلا اسكت ويقول: أُقْتَل ولا يسعني أن أسكت عمن خالفني.

وكان الشيخ سَكَتَ عنهم في دمشق، وما كان جرى شيء من هذا، وهم انفلتوا فينا بالسبّ القبيح والشتم، وما عليه أضر من أصحابه. ثم خرجوا من عنده.

وبعد ذلك جاء عند الشيخ رجلٌ يقال له الشيخ عليّ الفرّا له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015