172 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُجَهِّزُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، بِدِمَشْقَ مِنْ لَفْظِهِ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقَابِرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلْمُحَدِّثِ إِنِ اسْتَضْعَفَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ» ، قُلْتُ لَهُ: يَعْمَلُونَ بِهِ مَاذَا؟ قَالَ: إِنْ كَانَ كَذُوبًا سَرَقُوا كُتُبَهُ، وَأَفْسَدُوا حَدِيثَهُ، وَحَبَسُوهُ وَهُوَ حَاقِنٌ حَتَّى يَأْخُذَهُ الْحَصْرُ، فَيَقْتُلُوهُ شَرَّ قِتْلَةٍ، وَإِنْ كَانَ ذَكَرًا فَحْلًا اسْتَضْعَفَهُمْ وَكَانُوا بَيْنَ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، قُلْتُ: وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَعْرِفُ مَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ وَيَكُونُ هَذَا الشَّأْنُ صَنْعَتَهُ، أَمَا سَمِعْتَ أَبَا بَكْرٍ الْهُذَلِيَّ -[141]- كَيْفَ يَقُولُ: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: أَيُعْجِبُكَ الْحَدِيثُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُعْجِبُ ذُكُورَ الرِّجَالِ وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُهُمْ، أَمَّا ذُكُورُ الرِّجَالِ فَهُمُ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ وَالْعِلْمَ وَعَرَفُوا قَدْرَهُ، وَأَمَّا مُؤَنَّثُهُمْ فَهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: إِيشْ نَعْمَلُ بِالْحَدِيثِ، وَنَدَعُ الْقُرْآنَ؟ أَوَمَا عَلِمُوا أَنَّ السُّنَّةَ تَقْضِي عَلَى الْكِتَابِ، أَصْلَحَنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُمْ "