فيها معجزة النبي وأكرمها رسول الله بالإمامة فكانت تؤم أهل دارها -رضي الله عنها وأرضاها- حتى كانت خلافة عثمان -رضي الله عنه- فغضب عليها غلامان من مواليها وتحينوا فرصة نومها فقاموا عليها وغمّوها بالقطيفة حتى ماتت -رضي الله عنها وأرضاها- وصدقت فيها معجزة النبي؛ لأن هذا نوع من الشهادة لأنها قتلت ظلمًا -رضي الله عنها وأرضاها- فكانت تؤم أهل دارها وتصلي بهم فدل هذا على أن المرأة يصح أن تصير إمامًا بالنسبة للنساء مثلها، وأما الرجال فقد تقدم بيان حكم هذه المسألة وأنه لا تصلي المرأة بالرجال، وإذا صلت تقوم في وسط النساء وهذا محفوظ من فعل الصحابة -رضوان الله عليهم- أنها تصلي وسطهم، والله -تعالى- أعلم.
موسوعة الفتاوى الإسلامية، الشيخ محمد مختار الشنقيطي
السؤال: ما حكم الصلاة خلف الإمام حالق اللحية ومسبل الثوب؟
الجواب: إن حصل إمام أتقى لله منه فالصلاة خلفه أولى بلا شك، وإن لم يحصل أو دخلت مسجد جماعة وكان الذي يصلي بهم هو هذا الرجل الحليق أو المسبل فلا حرج أن تصلي خلفه لأن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن الفاسق تصح إمامته وإن كان الأتقى أولى منه.
كتاب الدعوة (5)، ابن عثيمين (2/ 108)
السؤال: بعض أئمة المساجد في رمضان يطيلون في الدعاء وبعضهم يقصر فما هو الصحيح؟.
الجواب: الصحيح ألا يكون غلو ولا تقصير؛ فالإطالة التي تشق على الناس منهيٌّ عنها، فإن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما بلغه أن معاذ بن جبل أطال الصلاة في قومه غضب عليه غضبًا لم يغضب في موعظة مثله قط، وقال لمعاذ بن جبل: "يا معاذ أفتان أنت" (?) فالذي ينبغي أن يقتصر على الكلمات الواردة، أو يزيد.
ولا شك في أن الإطالة شاقة على الناس وترهقهم، ولا سيما الضعفاء منهم، ومن الناس من يكون وراءه أعمال، ولا يحب أن ينصرف قبل الإمام ويشق عليه أن يبقى مع الإمام، فنصيحتي لإخواني الأئمة أن يكونوا بين بين، كذلك ينبغي أن يترك الدعاء أحيانًا حتى لا يظن العامة أن الدعاء واجب.
كتاب الدعوة (5)، ابن عثيمين (2/ 198، 199)
السؤال: ما حكم تتبع الأئمة الذين في أصواتهم جمال؟.
الجواب: أرى أنه لا بأس في ذلك، لكن الأفضل أن يصلي الإنسان في مسجده لأجل أن يجتمع الناس حول إمامهم وفي مساجدهم، ولأجل ألا تخلو المساجد من الناس، ولأجل ألا يكثر الزحام عند المسجد الذي تكون قراءة إمامه جيدة فيحدث من هذا ارتباك، وربما يحدث أمر مكروه .. ربما يأتي إنسان يتلقف امرأة خرجت من هذا المسجد الذي فيه النساء كثيرة، ومع كثرة الناس والزحام ربما يخطفها وهي لا تشعر إلا بعد مسافة، ولهذا نحن نرى أن الإنسان يبقى في مسجده لما في ذلك من حماية المسجد وإقامة الجماعة فيه، واجتماع الجماعة على إمامهم والسلامة من الزحام والمشقة.
كتاب الدعوة (5)، ابن عثيمين (2/ 200)
السؤال: بعض أئمة المساجد في صلاة التراويح يقلدون قراءة غيرهم وذلك لتحسين أصواتهم