بالسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" (?).

وعنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" (?).

أما إحداث أعمال ما أنزل الله بها من سلطان فلا خير فيها، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه. كما أن ذلك أيضًا يسبب تشويشًا على المصلين وقطعًا لخشوع الخاشع.

فتاوى معاصرة، ابن جبرين ص 21.

السؤال: أسمع من بعض الناس إذا دخل المسجد والإمام راكع يقولون: إن الله مع الصابرين، حتى يطيل الإمام في الركعة ليدركوها، هل هذا جائز؟

الجواب: هذا لا أصل له، ولم يكن في عهد الصحابة رضي الله عنهم، ولا من هديهم، وفيه أيضًا تشويش على المصلين الذين مع الإمام، والتشويش على المصلين منهيٌّ عنه: لأنه يلهيهم.

خرج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات ليلة على أصحابه وهم يصلون ويرفعون أصواتهم بالقراءة، فنهاهم عن ذلك، وقال: "لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" (?) وفي حديث آخر: "لا يؤذين بعضكم بعضًا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة" (?) وهذا يدل على أن كل ما يشوش على المأمومين في صلاتهم؛ فإنه منهي عنه؛ لما في ذلك من الإيذاء والحيلولة بين المصلي وبين صلاته.

أما بالنسبة للإمام؛ فإن الفقهاء رحمهم الله يقولون: إذا أحس الإمام بداخل في الصلاة؛ فإنه ينبغي انتظاره، ولا سيما إذا كان في الركعة الأخيرة؛ لأن الركعة الأخيرة بها تدرك الجماعة؛ لقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة" (?) لكن إن شق على المأمومين فلا ينتظر؛ لأنهم أحق بالمراعاة من الداخل لسبقهم عليه.

انتظار الإمام المأمومين في أثناء الركوع

السؤال: هل يلزم الإمام الانتظار إذا سمعهم يجرون في أثناء الركوع، أو في نهاية التشهد الأخير؟.

الجواب: الأفضل عدم العجلة، والأفضل أن يتأنى الإمام على وجه لا يشق على المأمومين، لأن مراعاة المأمومين الأولين أهم، فينبغي له أن يراعيهم لكن إذا تأنى قليلًا حتى يدرك القادم الركوع أو السجود أو التشهد مع الإمام، فهذا أفضل وأولى بالإمام.

فتاوى إسلامية، ابن باز (1/ 218)

المدخنة أمام المصلين

السؤال: ما حكم وضع مدخنة البخور أمام المصلين في المسجد؟

الجواب: لا حرج في ذلك، ولا يدخل هذا فيما ذكره بعض الفقهاء من كراهة استقبال النار، فإن الذين قالوا بكراهة استقبال النار عللوا هذا بأنه يشبه المحوس في عبادتهم للنيران، فالمجوس لا يعبدون النار على هذا الوجه. وعلى هذا فلا حرج من وضع حامل البخور أمام المصلي، ولا من وضع الدفايات الكهربائية أمام المصلي أيضًا ولا سيما إذا كانت أمام المأمومين وحدهم دون الإمام.

كتاب الدعوة (5)، ابن عثيمين (2/ 89، 90)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015