أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين". في آخره فهذا ثابت (?).

وفى حديث آخر عند النسائي مما يقال بعد الوضوء أيضًا: "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".

- ومن المخالفات أيضًا: الإسراف في ماء الوضوء.

أخرج البخاري، عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يغسل -أو كان يغتسل- بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد.

وقال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في أول كتاب الوضوء من صحيحه: وكره أهل العلم الإسراف فيه، وأن يجاوزوا فعل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

- ومن المخالفات أيضًا: عدم إسباغ الوضوء.

والإسباغ: الإكمال، قال في الفتح: اسبغوا، أي: أكملوا.

روى البخاري في صحيحه عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة وكان يمر بنا، والناس يتوضئون من المطهرة قال: أسبغوا الوضوء فإن أبا القاسم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ويل للأعقاب من النار".

وعن خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأى رجلًا يصلي وفى ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يعيد الوضوء، رواه أحمد، وأبو داود، وزاد: "والصلاة".

قال الأثرم: قلت لأحمد: هذا إسناد جيد؟ قال: جيد.

والحديث أخرجه أبو داود، والحاكم.

قال الشوكاني -رحمه الله تعالى-: والحديث يدل على وجوب إعادة الوضوء من أوله على من ترك من غسل أعضائه مثل ذلك المقدار.

- اسقبال القبلة عند البول أو الغائط:

عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة، ولا يولها ظهره ولكن شرقوا أو غربوا" رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن.

واختلف أهل العلم في هذا المبحث على عدة أقوال: وممن ذهب إلى القول بالتحريم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم.

قال ابن القيم: لا فرق بين الفضاء والبنيان لبضعة عشر دليلًا.

قآل الشيخ ابن القاسم: وهو أصح المذاهب في هذه المسألة وليس مع من فرق ما يقاومها ألبتة. اهـ.

- ومن المخالفات أيضًا: عدم التنزه من البول، وفي ذلك وعيد شديد كيف لا؟ وقد عده النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كبيرًا.

أخرج البخاري في صحيحه، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحائط من حيطان المدينة -أو مكة- فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يعذبان وما يعذبان في كبير". ثم قال: "بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة". ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة. فقيل: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015