أبدًا! قال: فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي: والله! يا أبا طالب، لقد أنصفك قومك، وجهدوا على التخلّص مما تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً! فقال أبو طالب للمطعم: والله! ما أنصفوني، ولكنك قد أجمعْت خذلاني ومُظاهرة القوم عليّ، فاصنع ما بدا لك، أو كما قال: فحقَب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، وبادى بعضُهم بعضاً! فقال أبو طالب عند ذلك يعرّض بالمطعم بن عدي، ويَعُمُّ مَن خذله مَن بني عبد مناف، ومَن عاداه من قبائل قريش، ويذكر ما سألوه، وما تباعد مِن أمرهم:
ألا قُل لعمرو والوليد ومُطعم ... ألا ليت حظِّي من حياطتكم بَكْرُ (?)
مَن الخُور حبْحاب (?) كثيرٌ رخاؤُه ... يُرَشُّ على الساقين من بوله قطْر
تخلّف خلْف الورد ليس بِلاحق ... إِذا ملا علا الفيفاء قيل له وبْر (?)
أرى أخوَيْنا من أبينا وأُمّنا ... إِذا سُئلا قالا إِلى غيرنا الأمر