تعالوا، أولاً، نلم بالمسجد كله بنظرة واحدة، أكون أنا فيها دليلكم، أصفه لكم بإجمال وإيجاز، ثم أعود في الفصول التالية، فأفصّل ما أجملته، وأسهب فيما أوجزته.
نحن الآن في باب البريد، أترون هذه القنطرة وهذه الأعمدة الكبار؟ هذه بقايا أعمدة السور الخارجي للمعبد، والكتابات التي تبدو عليها كتابات محدثة من عهد المماليك.
أما قناطر السور الداخلي، فترون بقايا ركائزها لاصقات بالجدران على طرفي باب المسجد. وكان لكل باب من الأبواب الأربعة دهليز، وأعظمها دهليز الباب الشرقي، ثم الباب الغربي (وهو هذا)، ثم الباب الشمالي، ولا تزال آثار ذلك كله واضحة، ولا تزال بقايا أعمدة الدهليز الشرقي وأعمدته الكبار مائلة قد غطّتها الدكاكين.
وقد بقيت هذه الدهاليز إلى القرن السادس، وترون وصفها فيما كتبه ابن جبير وأثبتناه في آخر هذا البحث.
وهذه الدكاكين التي تشوّه منظر الجامع في السوق الضيّق من هنا (?)، وفي