هذا ولما تم الكتاب على هذا المنوال. ورأيته جديرا بمطلع الاقبال. ومطالعة الاقبال. حدثتنى نفسى ان اخدم به الجناب العالى. والنير المتلالى. بهجة الايام والليالى. الذى ابتهج الكون بوجوده. واغتبط اهل الدنيا بجوده. وبدأ من تآليفه فى اللغة العربية. ما زان جميع الممالك الاسلامية. ولا سيما الاقطار الهندية. السيد الكريم القنس. الذى تشرف بنفسه الطاهر القرطاس والنقس. سيدنا المعظم. وسندنا المميم. محمد صديق حسن خان بهادر ملك يهوبال المفخم.
(هو الملك الآتى بكل صنيعة ... تقصر عن اطرآئها صنعة النظم)
(فأدنى سجاياه الكريمة انه ... اتى جامعا للفضل والحلم والعلم)
(فأيا بها شببت دهرا وجدته ... لمن يحسن التشبيب هندا بلا ذأم)
(هفت سيئات الدهر من حسناته ... كما من ضياء العدل يهفو دجى الظلم)
(واحى ربوع الجود بعد اندراسها ... فيممه من فأته درر اليم)
(فكل مديح فيه يأتيك بالذى ... سمعت به عن حاتم وافر القسم)
(اذا ذكرت اوصافه عند عالم ... افادته علما ليس يحصل من رقم)
(فقال ادرسوها فهى ترشدكم الى ... وجوه المعالى والدراية والحزم)
(خلائق ما شينت بنقص وانما ... حقيقتها تربى على مبلغ الفهم)
(كذلك يؤتى الله من شاء فضله ... وليس الذى يؤتيه يدرك فى الوهم)
فقد لاأيت انه حفظه الله نوه بما وقف عليه من تأليفى فى بعض مؤلفاته. فاعتقدت انه يستحسن هذا التأليف ايضا ويروجه بالنفاته. فلما اتصل ذلك بمسامعه الشريفة. هزته الاريحية التى هى لطبعه اليقة. فزخر بحره الطسامى. وصدر امره السامى. بطبع هذا التاب فى طبعة الجوائب. كما طبع فيها من قبل مؤلفاته التى اعجب بها كل مولع برؤية العجائب. ومتطلع الى الغرائبوالرغائب. ليكون عند طلاب العربية منشورا. وفى نواديهم مأثورا. فحق على شكر نعمائه. والدعاء بطول عمره وبقائه. كما حق الشكر لحضرة زوجه الكريمة. ذات الفواضل العميمة. والفضائل الصميمة. سيدة الكمال. المحروسة بعين عناية ذى الجلال. السيدة شاه جهان بيكم ملكة بهوبال. فكم عمرت ايادبها بيوت ذوى الحاجات. واحيت قلوب مجتدى الصلات. وناهيك ما تبرعت به مدة الحرب الأخيرة. من اعانة الدولة العلية بمبالغ وفيرة. مما دل على جلالة قدرها. وعظم برها.
(اذا زان الكرائم عند در ... فزينةشاه جهان بيكم مناقب)
(تسابق مدحها وجدا يديها ... فسارا فى المشارق والمغارب)