سبق الكلام على هذا المعنى غير مرة. الثاني أن قوله وإن كان غير مطاوع فلا بد وأن يكون فيه معنى المتعدي مقتضاه إخراج غير هذين النوعين وهو باطل. الثالث أن اكتسب المال متعد حتما فلا يقال أن فيه معنى المتعدي فهو ليس من باب اختضب واكتحل. الرابع أن قوله اشتغل مطوع لفعل هجر استعماله الخ خروج عن القاعدة إذ لا يصار إلى الرباعي مع وجود الثلاثي فاشتغل إذا مطاوع شغل إما اختراق فقد تقدم الكلام عليه وأما اكتمل فلم يأت مطاوعا بل أتى مجاريا للثلاثي نحو بسم وابتسم لأن افتعل كما أنه يأتي مثل فعل في المتعدي فكذلك يأتي مثل فعل في اللازم. الخامس أنه روى أولا عن الأزهري اشتغل بأمره فهو مشتغل ثم روى عنه أخيرا أنه نص على استعمال مشتغل ومشتغل فما سبب فصل القولين والظاهر أنه أراد أن يقول ونص ابن فارس على استعمال مشتغل ومشتغل فيبق قلمه إلى الأزهري فانى لم ار هذه العبارة في التهذيب. ومن أوهام الصرفيين اعني الذين ألفوا في الصرف وإن كانوا قد اشتهروا بعلوم اخرى قول الإمام أبي حيان في كتابه ارتشاف الضرب من لسان العرب افتعل للاتخاذ والتسبب اعتمل تسبب في العمل قال وعبر بعضهم عن هذا بالتصرف والاجتهاد ولفعل الفاعل بنفسه اضطرب وللتخير انتخب ولمطاوعة افعل الصفته فانتصف ولموافقة تفاعل احتوروا بمغنى تجاوروا وتفعل ابتسم بمعنى تبسم واستفعل ارتاح بمعنى استراح ولموافقة المجرد اقتدر وقدر قيل وفيه معنى الكثرة وللإغناء عنه استلم وللمطاوعة قليلا اعتم مطاوع عممته وللخطف استلبه اخذه بسرعة وأكثر بناء افتعل من المتعدي انتهى. قوله اعتمل تسبب في العمل قد تقدم بيان اعتمل وقوله وعبر بعضهم عن هذا بالتصرف والاجتهاد خصه غيره باكتسب كما سيأتي وقوله ولفعل الفاعل بنفسه اضطرب لو قال انتحر أو اختنق لكان أولى إذا الظاهر أن اضطرب مطاوع ضرب وقوله لمطاوعة افعل انصفته فانتصف كان الأولى أن يمثل له بفعل ثلاثي نحو جمعته فاجتمع على أن انتصف ليس مطاوعا لانصف فإنه يقال انصفت فلانا أي عاملته بالحق وانتصف فلان من فلان أي استوفى حقه ومعناه اعم فليس بين الفعلين أدنى علاقة وأن أراد بالانتصاف هنا جعل الشيء أو صيرورته نصفين فقد حكى الجوهري نصف النهار وانصف وانتصف بمعنى فانصف هنا لازم ومثلها عبارة المصنف وعبارة المصبتح نصفت الشيء تنصيفت فانتصف هو فجاء مطاوعا لنصف المشدد وقوله لموافقة تفعل ابتسم بمعنى تبسم الأولى أن يقال بمعنى بسم وقوله لموافقة استفعل ارتاح بمعنى استراح لم يقله غيره من أئمة اللغة وإن كان الأصل واحدا فإن الارتياح للشيء الخفة والنشاط والاستراحة لا تكون إلا بعد التعب وقوله للمطاوعة قليلا اعتم مطاوع عمته قد سبق له مثال على مطاوعة أفعل فلم فصل بينهما وقوله للخطف استلبه أخذه بسرعة هذا المعنى في سلب إلا أن يقال أن زيادة المبنى زيادة في المعنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015