واشتويت اتخذت شوآء وقد انشوى اللحم ولا تقل اشتوى وعبارة المصباح شويت اللحم شيا فانشوى مثل كسرته فانكسر واشتويته على افتعلت مثل شويته قالوا ولا يقال في المطاوع فاشتوى على افتعل فإن الافتعال فعل الفاعل وعبارة الزمخشري شويت اللحم واشتويته لنفسي ومقتضاه أنه لا يقال اشتويت للقوم وما أرى لهذا القيد وجها فالأصح ما قاله صاحب المصباح اعني أن اشتوى مثل شوى وهو يؤيد ما قلته في اطبخ وعبارة اللسان وقال ابن برى وأجاز سيبوية أن يقال شويت اللحم فانشوى واشتوى. فانظر هذا الإبهام والتناقض في هذا الفعل الذي ينبغي أن يكون فيه جميع أهل اللغة على قول واحد فإن الاشتوآء عند جميع الأمم أول درجة من درجات المأكول ومن لوازمه الارتوآء أي استقآء المآء وهو أيضا مما اختلفوا فيه فإن المصنف أورده لازما بقوله روى من الماء واللبن كرضى وروى وتروى وارتوى ونحوها عبارة المصباح وعبارة الصحاح ورويت على أهلي ولاهلي إذا أتيتهم بالمآء يقال من أين ريتكم مفتوحة الرآء أي من أيت ترتوون المآء فحعله متعديا. ويليه الاقتدار وهو الطبخ في القدر وعبارتهم فيه أيضا مبهمة فإن المصنف قال في قدر وكهمام الطابخ أو الجزار والطابخ في القدر كالمقتدر فلا يعلم هل اقتدر أو متعد وعبارة الأساس ودعوا بالقدار فنحر فاقتدروا واكلوا القدير أي الجزار فطبخوا اللحم في القدر وهو أدنى إلى الوضوح فله فسر اقتدروا بطبخوا فقربه من المتعجدى وعبارة اللسان قدر القدر يقدرها ويقدرها قدرا طبخها واقتجر أيضا بمعنى قدر مثل طبخ واطبخ اه. وما أوردته هنا من خلاف أهل اللغة فإنما هو نموذج وسيأتي تفصيله في مظانه. وبالجملة فإن تمييز افتعل المتعدي من اللازم يحوج إلى مطالعة كثير من كتب اللغة ودواوين كلام العرب وقد لقيت منه عرق القربة وأرق الهيبة وعلق الاربة وفرق الخيبة وأكثر أهل اللغة تمعيه له وبهما فيه المصنف رحمه الله فإنه كثيرت ما يورد المتعدة منه في صورة المطاوعة كقوله في أمر امره وبه فائتمر وفي رسم ورسم له كذا امره به فارتسم مع أن الجوهري صرح بأن ائتمر وارتسم متعديات ونحو من ذلك إبهامه في اختشا وارتبا واعتبا واعتصب وانتدب واكتت وابتحث وابتاث واختث واختلج وازداد وابتهر واتسر وارتبع واصطبغ وانتشغ واحتف واعتطف واصطرف وارتزق واعترق واعتلق واعتنق وامتحق وابترك واقتتل وامتطل وغير ذلك مما ستعرفه ومع هذا فإني لم آل جهدا ولم أجازف عمدا في التمييز بين النوعيين ووضع كل منهما موضعه من دون زيغ إذ لم يكن لي أرب في تأليف هذا الكتاب سوى اظهار الحق كما أسلفت في ديباجته حتى أني أوردت في اللازم كل ما جآء على افتعل للمشاركة نحو اختصموا مع أنه مبني في الأصل على المتعدة فإن حقيقة معنى اختصموا حصم بعضهم بعضا كما قالوا في اتتخذوا وقيدت أيضا عدة أقعال من افتعل اللازم غير