بحذف الياء كما قالوا لا أدر، وهي لغة هذيل، وتقول أتيته على ذلك الأمر مؤاتاة إذا وافقته وطاوعته، والعامة تقول وأتيته وجاء فلان يتأتى أي يتعرض لمعروفك، وأما قول الشاعر:
(ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد)
فإنما أثبت الياء ولم يحذفها للجزم ضرورة ورده إلى أصله، قال المازني يجوز في الشعر أن تقول زيد يرميك برفع الياء ويغزوك برفع الواو، وهذا قاضي بالتنوين مع الياء فتجري الحرف المعتل مجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه في الأسماء والأفعال جميعًا؛ لأنه الأصل، والميتاء الطريق العامر ومجتمع الطريق أيضًا ميتاء وميداء، يقال بنى القوم بيوتهم على ميتاء واحد وميداء واحد، وداري بميتاء دار فلان وميداء دار فلان، أي تلقاء داره ومحاذية لها فقابل ما قاله بقول المصنف تعلم الفرق،
• في اخا عبارة الجوهري بعض العرب يقون أخان على النقص ويجمع أيضًا على إخوان، وقد يتسع فيه فيراد به الأثنان كقوله تعالى: {فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} [النساء: 11]، وهذا كقولك إنا فعلنا ونحن فعلنا، وأكثر ما يستعمل الإخوان في الأصدقاء والأخوة في الولادة، وقد جمع الواو والنون، ويقال ما كنت أخًا ولقد أخوت تأخو أخوة، ويقال أخت بينة الأخوة أيضًا، وإنما قالوا أخت بالضم ليدل على أن الذاهب منه واو، وصح ذلك فيها دون الأخ لأجل التاء التي ثبتت في الوصل والوقف كالاسم الثلاثي والنسبة إلى الأخ أخوي، وكذلك إلى الأخت؛ لأنك تقول أخوات، وكان يونس يقول أختي، وليس بقياس، وتأخيا على تفاعلا اه، وهنا ملاحظة وهي أن الجوهري ابتدأ هذه المادة بالأخ وختمها بالأخية وهر الحرمة والذمة والمصنف ابتدأ بالأخية للعود في حائط،
• في حسب عبارة المصنف والعدد محسوب وحسب محركة ومنه هذا بحسب هذا أي بعدده وقدره، وحسبك درهم كفاك، وهذا رجل حسبك من رجل أي كاف لك من غيره للواحد والتثنية والجمع، وعبارة الجوهري والمعدود محسوب وحسب محركة وهو فعل بمعنى مفعول مثل نفض بمعنى منفوض، ومنه قولهم ليكن عملك بحسب ذلك، أي على قدره وعدده قال الكسائي ما أدري ما حسب حديثك أي ما قدره، وربما سكن في ضرورة الشعر وهذا رجل حسبك من رجل وهو مدح للنكرة؛ لأن فيه تأويل فعل كأنه قال محسب لك أي كاف لك من غيره يستوي فيه الواحد والتثنية والجمع، وتقول في المعرفة هذا عبد الله حسبك من رجل فتنصب حسبك على الحال وإن أردت الفعل في حسبك قلت مررت برجل أحسبك من رجلين وبرجلين أحسباك وبرجال أحسبوك، ولك أن تتكلم بحسب مفردة تقول رأيت زيدًا حسب يا فتى، كأنك قلت حسبي أو حسبك فأضمرت هذا فلذلك لم تنون؛ لأنك أردت الإضافة، كما تقول جاءني زيد ليس غير تريد ليس غيره عندي،
• في ربب الرب باللام لا يطلق لغير الله عز وجل، وقد يخفف، وعبارةا لجوهري الرب اسم من أسماء الله عز وجل ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملك، فما ضر المصنف