الذريعة فيها بدون إلى مع لفظ بين مخالف لوضعها واستعمالها المنصوص عليه، وأما اللام في لك فإنها للاختصاص فلا دخل لها في التعدية كما يقال أرسلت هذا الكتاب تحفة لك،
• التاسع: قوله بين الله والمطر لا معنى له، والصواب بينك وبين الله لأجل المطر، وذلك لأنهم كانوا يشعلون النيران في السلع والعشر المعلقة على النيران ليرحمها الله تعالى وينزل المطر لاطفائها عنها كما تقدم في الكتاب والله تعالى أعلم انتهى،
• وقد تعقب ذلك المحبى بقوله أقول لا يخفى أن ما استخرجه لا يسمى أغاليط فأجل فكرك فيما هناك تصب المحز انتهى، قال ولعل العامدي حمل الغلط على ما يشمل خلاف الأولى بناء على أنه في البليغ غلط، فذكر ما ذكر ومع هذا لا يخلو عن بحث وقد سئل شيخنا علاء الدين علي أفندي الموصلي عن هذه الأغلاط فأجب بما وافقبعضه بعض ما ذكر، وبما خالف وقد ذكرنا ذلك في كتابنا الأجوبة العراقية عن الأسئلة الإيرانية، فارجع إليه إن أردت، وهو أيضًا مبني على حمل الغلط على ما سمعت آنفًا ولا يكاد يسلم وجود أغلاط تسعة في البيت، والغلط بمعناه المتبادر، فتأمل وأنصف انتهى،
• قلت وبقي وجه آخر من وجوه الغرابة وهو أن المخطئ كان متأخرًا عن صاحب القاموس؛ لأنه استشهد بكلامه في قوله وقد نص صاحب القاموس وغيره الخ، فمن أين أخذ المصنف هذه التخطئة، ثم طالعت عبارة المحشى فاستفدت منها أن العلامة عبد القادر البغدادي سرد هذه الأغلاط مبسوطة قال وكذا ذكرت في شروح المغنى وشروح شواهده فليست من مخترعات المصنف حتى يتحجج بها بل هي معروفة مشهورة.
تقصير المصنف عن الجوهري لا يكاد ينحصر، فلك أن تقول أنه في كل مادة لأنه لما كان من همه استيعاب أسماء المحدثين والفقهاء والبقاع ومنافع الأدوية ومناقع الأودية ونحو ذلك، لم يهمه استيعاب الألفاظ اللغوية، نعم إن قاموسه أجمع للشوارد والحوشى من الكلام من الصحاح إلا أن الصحاح أوضح منه عبارة وأكثر شرحًا وبيانًا وأروى رواية، أما من حيث الفوائد اللغوية والنحوية والصرفية فلا مناسبة بين الكتابين البتة، فإن القاموس عطل عنها إلا ما ندر فكان عليه كنغب الطائر، وقد نذر بالخطر وقد شهد المحشى للجوهري بالإمامة في العربية في مواضع عديدة من تعليقه كما شهد على المصنف بالقصور، وقال الشارح في مادة وعد وهنا للجوهري مباحث وقواعد صرفية أغفلها المصنف لعدم إلمامه بذلك الفن،
• فمن أمثلة ذلك قول المصنف في درأ وتدارأوا تدافعوا في الخصومة إلى أن قال وادرأتم أصله