الخطب،
• وفي كوس ومكوس كمعظم حمار ووهم الجوهري فضبطه بقلمه على مفعل،
• وفي سحم والسحامة ماء لكلب وأما اسم الكلب فالبمعجمة، ووهم الجوهري على أن قوله فبالمعجمة مهم إذ يحتمل إعجام السين أو الحاء،
• وفي ذهب المذهب شيطان الوضوء وكسر هائه هو الصواب ووهم الجوهري، مع أن الجوهري لم ينص على عدم كسر الهاء،
• وفي بهت وقول الجوهري فابهتى عليها أي فأبهتيها لأنه لا يقال بهت عليه تصحيف وحقه أن يضع قوله تصحيف بعد قوله فابهتيها على أن صاحب اللسان صوب بهت عليه بمعنى افترى عليه،
• وفي قد وقول الجوهري وإن جعلته (أي قد) اسمًا شددته غلط وإنما يشدد ما كان آخره حرف علة، تقول في هو هوّ وإنما يشدد لئلا يبقى الاسم على حرف واحد لسكون العين مع التنوين، وأما قد إذا سميت بها تقول قد ومن من وعن عن بالتخفيف لا غير، ونظيره يد ودم وشبهه اه، مع أنه أخذ بقاعدة الجوهري في هل فإن الجوهري قال وهل حرف استفهام فإذا جعلته اسمًا شددته، قال الخليل قلت لأبي الدقيش هل لك في ثريدة كأن ودكعها عيون الضباون (جمع ضيون أي السنور) فقال أشد الهل، فنقل هذه العبارة بحروفها غير أنه أبدل الثريدة بالزبد والدقيق بالرقيش، وزاد على أن قال ثقلة ليكمل عدد حروف الأصول، فما الفرق بين قد وهل وقوله وأما قد إذا سميت بها تقول صوابه فتقول لأنه جواب، أما وقد تقدم له نظير ذلك في النقد السابق،
• وأغرب ما خطأه به قوله في سلع وقول الجوهري علقوه بذنابي البقر غلط، والصواب بأذناب، وفي البيت الذي استشهد به تسعة أغلاط اه، ووجه الغرابة أن المصنف ذكر في الباء الذنابي والذنبي بضمهما والذنبي بالكسر الذنب وفي نسخة الصحاح المطبوعة بمصر بأذناب البقر، وتمام الغرابة أن البيت الذي استشهد به الجوهري يشتمل على تسعة ألفاظ فيكون كله غلطًا، وقد طالما تمنيت بيان هذه الأغلاط إذ لم يظهر لي فيه شيء مغاير للعربية، كيف والجوهري استشهد به وهو التحرير النقاب الذي لا يخفى عليه الخطأ من الصواب، حتى ظفرت به في رحلة العلامة المرحوم السيد محمود الألوسي البغدادي قدس الله سره، قال في محاورته مع أحد أماثل الاستانة ما نصه: "فقلت يا سيدي لقد أبدعت في المقال وهذا غاية ما يخطر بالبال، وكم في القاموس من هذا القبيل وأشياء أخرى طال فيها ذيل القال والقيل كدعواه أغلاطًا تسعة في قول الشاعر الذي استشهد به الجوهري وهو:
(أجاعل أنت بيقورا مسلعة ... ذريعة لك بين الله والمطر)
وقد بينها الشيخ عبد الرحمن العمادي ونقلها الفاضل المحبى في تاريخه فقال بعد ذكر البيت وما قبله وهو:
(لا در در أناس خاب سعيهم ... يستمطرون لدى الأزمات بالعشر)