يجعلها كلبة نباحة فجاء بنوها فقالوا ليس لنا على هذا قرار يعيرناها الناس ادع الله تعالى أن يردها إلى حالها ففعل فذهبت الدعوات بشؤمها،
• فإن قيل إن الصغاني وصاحب اللسان أوردا أيضًا هذه القصة قلت إن هذين الإمامين لم يهملا ألفاظ القرآن الشريف والفصيح من كلام العرب كما فعل المصنف، فهو من هذه الجهة ملوم لأن قصص بني اسرائيل مع إهمال كلام العرب فضول مذموم،
• ومن ذلك قوله في عرس وقولهم لا عطر بعد عروس أسماء بنت عبد الله العذرية اسم زوجها عروس ومات عنها فتزوجها رجل أعسر أبخر بخيل دميم فلما أراد أن يظعن بها قالت لو أذنت لي رثيت ابن عمي، فقال افعلي فقالت أبكيك يا عروس الأعراس يا ثعلبا في أهله وأسدا عند الناس مع أشياء ليس يعلمها الناس، فقال وما تلك الأشياء فقالت كان عن الهمة غير نعاس ويعمل السيف صبيحات الباس ثم قالت يا عروس الأغر الأزهر الطيب الخيم الكريم المحضر مع أشياء لا تذكر، فقال وما تلك الأشياء قالت كان عيوفا للخنا والمنكر طيب النهكة غير أبخر أيسر غير أعسر، فعرف الزوج أنها تعرض به فلما رحل قال ضمي إليك عطرك وقد نظر إلى قشوة عطرها مطروحة فقالت لا عطر بعد عروس،
• أو تزوج رجل امرأة فهديت إليه فوجدها تفلة فقال أين عطرك فقالت خبأته فقال لا مخبأ لعطر بعد عروس،
• وعبارة لسان العرب ومن أمثال العرب لا مخبأ لعطر بعد عروس قال المفضل عروس ههنا اسم رجل تزوج امرأة فلما أهديت له وجدها تفلة فقال أين عطرك فقالت خبأته فقال لا مخبأ لعطر بعد عروس، وقيل إنها قالته بعد موته،
• ومن ذلك قوله في شفر وذو الشفر بالضم ابن أبي سرح خزاعي ووالد تاجة قال ابن هشام حفر السيل عن قبر باليمن فيه امرأة في عنقها سبع مخانق من درر، وفي يديها ورجليها من الأسورة والخلاخيل والدماليج سبعة سبعة، وفي كل إصبع خاتم فيه جوهرة مثمنة وعند رأسها تابوت مملوء مالاً ولوح فيه مكتوب باسمك اللهم اله حمير انا تاجة بنت ذي سفر بعثت مائرنا إلى يوسف فأبطأ علينا فبعثت لاذتي بمد من ورق لتأتيني بمد من طحين فلم تجده فبعثت بمد من ذهب فلم تجده فبعثت بمد من بحرى فلم تجده، فأمرت به فطحن فلم انتفع به فاقتفلت فمن سمع بي فليرحمني واية امرأة لبست حليًا من حليي فلا ماتت إلا ميتتي اه، وهنا ملاحظة من عدة أوجه: أحدها: أن هذه القصة من أغرب القصص غير أن محلها كتب التاريخ لا كتب اللغة ولذا أهملها غيره،
• الثاني أن المصنف ذكر ذو الشفر معرفًا والمرأة ذكرته غير معرف،
• الثالث أن المرأة ذكرت اللاذة بمعنى الوصيفة ولم يتبين له معنى من كلام المصنف سوى أنه نوع من ثياب الصين،
• الرابع: أنها قالت بمد من بحرى فإن يكن نعتًا لدر محذوف فالموصوف إنما يحذف إذا كانت الصفة مخصصة كما نصوا عليه،
• الخامس: أن المرأة قالت فاقتفلت والمراد هنا الاعتفاد هو أن يغلق الإنسان بابه على نفسه فلا يسأل