ذلك أن الشارح نقل عبارة اللسان ولم يتعرض للرد على المحشى في إنكاره الفيئة خلافًا لعادته،
• الرابع أن قول المحشى أغفل المصنف الرباعي متعديًا وذكره الجوهري صحيح من وجه، فإن المصنف بعد أن ذكر الغنيمة قال وأفاءها الله تعالى على فقيده بالغنيمة وقد فاته المعنى الآخر الذي ذكره صاحب اللسان وهو أفأت فلانًا على الأمر إذا أراد أمرًا فعدلته إلى أمر غيره ويظهر لي أن تعديته بعن أولى من تعديته بعلى لكن النسخة التي نقلت منها صحيحة، وكذلك فاته تفيأت في الشجرة وتفيأت الظلال وفي التنزيل العزيز: {يَتَفَيَّؤُا ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ} {النحل: 48] وتفيؤ الظلال رجوعها بعد انتصاف النهار، وتفيأت الشجرة وفيأت وفاءت كثر فيئها وفيأت المرأة شعرها حركته من الخيلاء والريح تفيئ الزرع والشجر تحركهما وأفأت إلى قوم فيئًا إذا أخذت لهم سلب قوم آخرين فئجتهم به، وأفأت عليهم فيئًا إذا أخذت لهم فيئًا أخذ منهم كما في الشارح،
• ومن الغريب أن الشارح أورد هذا كله ولم يقل أنه مستدرك خلافًا لعادته،
• أما تفيأت المرأة لزوجها فإن المصنف أوردها بالقاف مكابرة وستعاد في النقد الأخير،
• الخامس: أن قول صاحب اللسان فنسخه الظل أفصح من قول المصنف فينسخه،
• السادس أن قول العرب يافئ مالي يؤول إلى معنى الرجوع وأصله أن يقوله من ذهب عنه شيء فهو يطلب رجوعه فلا يحسن فصله عن المعنى الأول وهذا الحرف ليس في الصحاح،
• السابع: أن الفيئة بمعنى الحين من معنى الرجوع فليست تصحيف الفينة بالنون وهذا أيضًا ليس في الصحاح،
• الثامن أن المصنف جعل الفيئة بالكسر مصدرًا وهي في اللسان اسم النوع،
• ومن ذلك قوله في حلل حل المكان وبه يحل ويحل نزل به إلى أن قال بعد ثلاثة وعشرين شطرًا وحل عدا والعقدة نقضها وحقه أن يبتدئ بحل العقدة كما فعل الجوهري والصغاني لأن الظاعنين إذا وصلوا إلى الوجه الذي نووه فأول شيء يفعلونه حل الأحمال عن المطايا وعندي أن قول المصنف وغيره وبه إشارة إليه فكأنه قيل حلوا الأحمال المكان لكن هذه الإشارة صدت منه عن غير قصد ومن معنى حل العقدة أيضًا حل الشيء أي صار حلالاً فتأمله، وحلأ الجلد أي قشره وبشره وحلب البقرة وحلت رأسه أي حلقه وحلت الصوف أي مزقه وحلج القطن وحلز الأديم والعود أي قشرهما وحلست السماء أي دام مطرها وهو حليف اللسان أي حديده وغير ذلك وهو دليل على أصالته،
• وقوله السبت الراحة والقطع والدهر وحلق الرأس وإرسال الشعر عن العقص وسير للإبل والحيرة والفرس الجواد والغلام العارم الجريء وضرب العنق ويوم من الأسبوع الخ، وحقه أن يبتدئ بالقطع رجوعًا إلى السب ومنه معنى حلق الرأس وضرب العنق ويوم من الأسبوع لانقطاع الأيام عنده كما في الصحاح ومنه أيضًا الراحة لانقطاع الإنسان عن العمل وكذلك الحيرة فكان عليه أن يضم هذه المعاني بعضها إلى بعض وكما أنه جاء الامتداد من مادة سب في السب