أدوات تعديتها فان اهل اللغة لم يستقروا ذلك قال العلامة المحشى عند قول المصنف وذهب به ازاله كاذهبه وبه ظاهره كاكثر ائمة اللغة والصرف أن التعدية باى معد كان فعنة الفعل واحد سوآء قلنا ذهب به او ذهبه او ذهب بالتضعيف فانها أدوات التعدية وهو أكثرها دورانا كما أشار اليه ابن هشام فى المغنى واوصل المعديات الى سب وذهبت طائفة منهم الهيلى الى ان التعدية بالبآء تلزم المصاحبة وبغيرها لا تلزم فاذا قلت ذهب به فعناه صاحبه فى الذهاب واذا قلت اذهبه او ذهبه تذهيبا فعناه صيره ذاهبا اه فجعل المشدد مثل اذهب واهل المغة ذكروه بمعنى طلاه بالذهب * وقال الامام الفيومى فالمصباح الثلاثة اللازم قد يتعدى بالهمزة أو التضعيف أو حرف الجر بحسب السماع وقد يجوز دخول الثلاثة عليه نحو نزل زنزلت به وانزلته ونزلته ويجوز أن يتعدى بنفسه نحو جآء زيد وجثته ونقص المآء ونقصته * وقال العلامة ابن هشام فى افعل وقيل النقل بالهمزة كله سماعى وقيل قياسى فى القاصر والمتعدى الى واحد والحق انه قياسى فى القاصر سماعى فى غيره وهو ظاهر مذهب سيبويه وقال فى فعل والنقل بالتضعيف سماعى فى القاصر وفى المتعدى لواحد نحو عملته الحساب ولم يسمع فى المتعدى لاثنين وظاهر قول سيبويه انه سماعى مطلقا وقيل قياسى فى القاصر والمتعدى الى واحد * وقال العلامة الرضى فى شرح الشافية عند قول المصنف وافعل للتعدية غالبا نحو اجلسته الخ وليست هذه الزيادات قياسا مطردا فليس لك ان تقول مثلا فى ظرف اظرف وفى نصر انصلا وأن هذا رد على الاخفش فى قياس اظن واحسب واخال على علم وارى وكذا لا تقول نصر ولا دخّل وكذا فة غير ذلك من الابواب بل يحتاج فى كل باب الى سماع استعمال اللفظ المعين وكذا استعماله فى المعنى المعين الاصلى الخ قلت أولا قوله لا تقول نصر ودخل عبارة العباب دخل التمر تدخيلا اذا جعله فى الدوخلة وتدخل الشئ دخل قليلا والجوهرى اقتصر على تدخل وهو قصور فان تدخل مطاوع دخل اما اقتصار صاحب العباب على التمر فهو من تساهل اللغويين فى التعبير * الثاني أن النقل بالهمزة قياسى فى التعجب نحو ما احسن زيدا وما ابرعه وما افضله فلم لم يطرد ذلك فى الاخبار وهو أكثر استعمالا من التعجب * ومن الصعب ايضا معرفة تعلق الافعال وما اشتق منها بمدلولاتها من حيث الاطلاق والتقييد كقول الجوهرى مثلا سبأت الخمر اذا اشتريتها لتشعر بها فقيد الشعرآء بقوله لتشهر بها وقوله ايضا وفلان مستهتر بالشراب اى مولع به لا يبالى ما قيل فيه فقيد الاستهتار بالشعراب وكقول المصنف تبحث الناقة كعنى نتاجا وانتجت وقد نتجنا أهلها وأنتجت الفرس حان نتاجها فقيد الفعل المجهول من الثلاثى والرباعى بالناقة والمعلوم بالفرس وقوله واختبر الخبز خبزه لنفسه فليد الاختباز بقوله لنفسه وهذا باب واسع من الابهام يضق عن استيفائه هذا المقام فكن من القيد فيه على حذر واذكر تحذيرى إن كنت ممن يتذكر