ولم يورد له مثالاً اه، وقال ابن دريد فأما بنو تميم فإنهم يلحقون القاف باللهاة فتغلظ جدًا فيقولون الكوم فتكون القاف بين الكاف والقاف اه، وقال الأزهري قال المفضل من العرب من يبدل الظاء ضادًا فيقول قد اشتكى ضهري بمعنى ظهري، ومنهم من يبدل الضاد ظاء فيقول قد عظت الحرب قلت وعلى الإبدال الأول جاء قول الحماسي: (إلى الله أشكو من صديق أوده) وقد تقدم وعلى الثاني لغة أهل بغداد وتونس الآن،
• وقال الخفاجي في شفاء الغليل القطعة في طئ كالعنعنة في تميم وهو أن يقول يا أبا الحكا يريد يا أبا الحكم فيقطع الكلام ذكره في التهذيب، وعلى هذا قول العامة بايزيد ونحوه وفيه غرابة من ثلاثة أوجه، أحدها: أنهم لم يمثلوا للقطعة إلا بقولهم يا أبا الحكا وعندي أن همر وهعي ونظائره منها،
• والثاني: أن القطع في بايزيد واقع في أول الكلام لا في آخره،
• والثالث أن الجوهري لم يحك هذا الحرف مع أنه ذكر المقطع بالكسر ما يقطع به الشيء وقال المصنف في مضط لغة ربيعة، واليمن يجعلون الشين ضادًا غير خالصة، وقال أيضًا الزقزقة لكلب كأنها في سرعة كلامهم وقال المحشى عند قول المصنف الغشب لغة في الغشم قال كثير من أهل اللغة والصرف أنها ليست بلغة وإنما هي مطردة في لغة مازن وصوبوه،
• السابع: أنهم عدوا الاستنطاء من العيوب ولم يعدوا منها قلب الحاء هاء أو قلب الطاء تاء وغير ذلك كما مر بك، وهو في غاية القبح مع أن الاستنطاء قرئ به كما في الكشاف ونص عبارته في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا أنطيناك بالنون وفي حديثه صلى الله عليه وسلم "انطوا النبجة"، قلت وفي حديث آخر: "اللهم لا مانع لما انطيت"،
• الثامن أن أهل اللغة حكوا الكصير القصير والكح القح ولم يطردوا ذلك ولا ذكروا مشتقات أصلهما فهل من قال الكصير للقصير قال أيضًا الكصر بمعنى القصر، والكاصر بمعنى القاصر إلى آخر المادة، وهل من قال المليه بمعنى المليح قال أيضًا مله ملاهة كما يقال ملح ملاحة، وهل من قال الهسب بمعنى الحسب كان يقرأ هسبنا الله ونعم الوكيل، وقس على ذلك، وهل مازن لم يكونوا ينطقون بالميم أصلاً،
• التاسع: أنه ظهر لي بعد التروي أن كثير من الألفاظ تصحف على أهل اللغة من دون أن يشعروا بذلك، فمروا عليها ومرت عليهم مرارًا، ولكن بدون تعارف وما ذلك إلا لأنهم لم يهمهم في الكلام التآلف،
• مثال ذلك: قولهم في سأد وبها سؤدة من شباب أي بقية، ثم قالوا في سأر وبه سؤرة أي بقية من شباب فلا شك أن سؤدة بالدال تصحيف لأن مادة سأد لا تناسب هذا المعنى إذا لم يجئ منها سوى الإسئاد بمعنى الإغذاذ في السير، وسير للإبل بلا تعريس وسئد كفرح شرب وجرحه انتقض وسأده كمنعه خنقه والمسئد كمنبر نحى السمن وكغراب داء يأخذ الإنسان والإبل والغنم من شرب الماء الملح، سئد كعنى فهو مسئود هذا كل ما ذكره المصنف في هذه المادة غير قوله وبها سؤدة بالضم أي بقية