وقدح في عرضه وهل هو مشترك أو الأصل الطعن بالرمح واستعمل مجازا في الطعن باللسان خلاف. قوله واسترباحا للثواب قال المناوي الاسترباح ابتغاء الربح قلت المصنف لم يذكر هذه الصيغة تبعا للجوهري كما تقدم ومثله غرابة قوله في هذه المادة ربح في تجارته استشف وهي عبارة الجوهري ولم يذكر لاستشف معنى غير النظر إلى ما وراء الشيء والجوهري أهمل هذه الصيغة بالكلية فما معنى هذه الإحالة. قوله وتحرزا وحذارا من أن ينمي إلى التصحيف قال المناوي التصحيف التغيير والتبديل في الكلام قالوا والتصحيف تغيير اللفظ حتى يتغير المعنى المراد من الوضع يقال صحفه فتصحف أي غيره فتغير حتى التبس
واشتبه وهو لحانة مصحف قال وقال الراغب التصحيف قراءة الشيء على غير ما هو عليه لاشتباه حروفه وعبارة المصنف التصحيف الخطأ في الصحيفة وهي عبارة الجوهري ولكن زاد عليها قوله بعده وقد تصحف عليه فأحسن في ذلك وقول بعضهم فصحفه منيفا فقام إلى السيف محمول على معنى حوله فإن التصحيف تحويل. قوله أو يعزي إلىّ الغلط والتحريف قال المناوي التحريف التغيير والعدول بالكلام إلى خلاف جهة الصواب يقال حرفت الشيء عن وجهة أي غيرته وانحرف عن كذا مال وتحريف الكلام أن يعدل به عن جهته ومنه يحرفون الكلم عن مواضعه وعبارة المصنف والتحريف التغيير وقط القلم محرفا وكان الأولى أن يقول وتحريف قطه غير مستو ولكنه ألف مثل هذا التعريف. قوله على أني لو رمت للنضال إيتار القوس لانشدت بيتي الطائي حبيب ابن أوس قال المحشي هذا كالاستدراك والإضراب عن الكلام الأول يفهم منه أنه قادر على المناضلة والمحاربة وأنه لا يمنعه عن ذلك إلا خوف التزكية ولعمري لقد زكى وفاخر كما يأتي اه. وحبيب ابن أوس قال المحشي هو أبو تمام الطائي الشاعر المشهور والإمام المذكور صاحب ديوان الحماسة الذي شرحه المرزوقي والزمخشري وإضرابهما وتعجبوا من غزارة حفظه وإتقانه ومعرفته وحسن اختياره ويقال أنه كان يحفظ عشرة آلاف أرجوزة للعرب ويقال أربعة عشر ألفا غير القصائد والمقطيع وله الديوان الفائق المشهور الجامع الحر الكلام ودر النظام وهو الذي كان أبو حيان يقول فيه أنا لا أسمع عذلا في حبيب
ولد بجاسم وهي قرية من أعمال دمشق سنة تسعين ومائة وقيل سنة ثمان وثمانين وقيل سنة اثنتين وسبعين ومائة وتوفي بالموصل سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وقيل سنة ثمان وعشرين ومائتين ورثاه جماعة منهم الحسين بن وهب ومحمد بن عبد الملك الزيات الوزير المشهور وغيرها والبيتان اللذان أشار إليهما قال القرافي وابن الشحنة وغيرهما أنهما السابقان وهما
(لا زلت من شكري في حلة ... لابسها ذو سلب فاخر)