المطالع أن المادة تملأ صفحتين او ثلاثا عاد نشاطه ملالا. وجده كلالا. فربما نصفح المادة كلها واخطأه القرض بخلاف ما اذا كانت الافعال مرتبة على ترتيب الصرفين فأنه ينظر اولا الى افعل الثلاثى ومشتقاته فى اول امادة والى الخماسى والسداسى ومشتقاتهما فى آخرها والى الرباعى ومشتقاته فى وسطها فلا يضيع له بذلك وقت ولا يكل له عزم ولا يخيب سعى ولا بأس ايضا بان يوضع حيال المواد الغزيرة رقم بالهندى على الحاشية فيوضع رقم 3 مثلا قبالة الفعل الثلاثى و 4 قبالة الفعل الثلاثى و 4 قبالة الفعل الرباعى وهكذا. واعجب العجب انه ما احد من المصنفين وكتاب الشروح والحواشى تبنه لهذا الخلل اعنى خلط الافعال ومشتقاتها وما ذلك الا من ابئار التقليد على الاجتهاد فالظاهر ان اول من الف فى اللغة لم يكن من همه سوى جمع الألفاظ فقط مع ان من مستلزمات الجمع اى جمع كان الترتيب والانتظام ووضع كل شئ فى محله. ومما احسبه من الخلل ايضا تقديم المجاز على الحقيقة او العدول عن تفسير الالفاظ بحسب اصل وضعها مثال ذلك لفظة كتب فان الجوهرى ابتدأ هذه المادة بقوله الكتاب معروف وصاحب القاموس بقوله كتبه كتبا وكتابا خطه ومثله صاحب المصباح والزمخشرى مع ان اصل الكتب فى اللغة للسقآء يقال كتب السقآء اى خرزه يسيرين وهو من معنى الضم والجمع ومنه الكتيبة للجيش ثم نقل هذا المعنى الى كتب الكتاب وحقيقة معناه ضم حرف الى آخر. وانما قلت ان اصل الكتب للسقآء لان العرب عرفت السقآء واحتاجت الى الشرب منه والى اصلاحه قبل ان تعرف الكتابة ولو عرفت ما للقرية من الاسمآء والصفات لهزك العجب وكذلك قرأ فان اصل معنا الجمع والضم وهو فى المعتل ايضا يقال قرأ الشئ اى جمعه وضمه ومنه اقراء الشعر اى انواعه وانحاؤه وقرى الماء فى الحوض اذا جمعه ومنه القرية مع ان المصنف ابتدأ هذه المادة بها وقس عليه درس الكتاب فان اصله من درس الحنطةونسخ الكتاب فان اصله من نسخت الشمس الظل. فان قيل ان ائمة اللغة انما يبتدئون المادة باشرف ما فيها من المعانى قلت كان عليهم بعد الفراغ من انجاز اذا كان اشرف المعانى ان يقولوا مثلا واصل هذا المعنى من قولهم كذا وكذا لا جرم ان الابتدآء بالاصل لا يخل بالترتيب فان الجوهرى ابتدأ مادة خلق بخلق الاديم وهو تقديره قبل قطعه ونص عبارته الخلق التقدير يقال خلقت الاديم اذا قدرته قبل القطع وزاد الزمخشرى على ان جعل خلق الله الخليقة مجازا عنه ونص عبارته خلق الحذاء الاديم والخياط الثوب قدره قبل القطع ومن المجاز خلق الله الخلق اوجده على تقدير اوجبته الحكمة وصاحب اللسان ابتدأ مادة درس بدرس الرسم ثم بدرس الطعام ثم بدرس الكتاب قال ودرست الكتاب ادرسه درسا اى ذللته بكثره القرآءة حتى خف حفظه فشبه درس الكتاب بدرس الحنطة مثال آخر لفظ عبر اصل وضعها للنهر يقال عبر النهر عبرا وعبورا اذا قطعه إلى الجانب الآخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015