الجميع، وماكانت تلك الكلمة لتثنيني عن هدفي الذي هيمن على نفسي ومشاعري وأحاسيسي، فبذلت له وقتي وجهدي ومالي سائلاً المولى عز وجل أن تكون أعمالي خالصة لوجهه الكريم.
إنني كلما توغلت في دراسة التاريخ ازددت قناعة بأهميته في تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، وبناء الدول، ومحاربة الباطل، وإزالة الظلم، ونشر العدل.
إن هذا الجزء الأول من الكتاب السابع يعرّف القارئ الكريم بالإمام محمد بن علي السنوسي حامل لواء النهضة الحديثة في ليبيا، ومرسي قواعدها، وموقد جذوة الإيمان في قلوب قبائلها.
يتحدث هذا الكتاب عن حياة هذا الإمام الذي بارك الله في علمه وعمله واحيا الله به شعباً حمل لواء الدعوة والجهاد في الصحراء الكبرى، ووسط أفريقيا ولم يتردد في بذل ماله ورجاله من أجل نصرة دين الله تعالى.
ويسلط الأضواء على جوانب متعددة في منهج الحركة السنوسية، ليبين للقارئ الكريم أن شعب ليبيا عندما أكرمه الله تعالى بداعية رباني، استطاع أن يفجر طاقته الكامنة تحول الى مجتمع اسلامي قوي حمل مشاعل النور في قلب أفريقيا المظلمة وبذل الغالي والنفيس في سبيل الاسلام.
ويوضح للقارئ الكريم أن ابن السنوسي يعتبر رائداً من رواد مدرسة الاصلاح الاسلامي في الشمال الأفريقي ووسطها وغربها عمل على نشر الاسلام الصحيح، ومحاربة البدع، والخرافات، والشعوذة بأنواعها وأشكالها، التي لحقت به في عصورها المتأخرة في مشرقه ومغربه على حد سواء.