موحد يرقص لصنعكم طرباً، مفتخراً بجلالكم بين الملوك عجماً وعرباً فقد جاء حكم جلالتكم العادل في تلك القضية التي كانت بين حكومة جلالتكم وبين حكومة جلالة ملك اليمن كالصاعقة على رؤس الذي يصطادون في الماء العكر، وهم من بدت البغضاء من أفواههم وماتخفي صدورهم أكبر، فسقط بحمد الله في أيديهم ورد كيدهم في نحرهم، بعدما كانوا يعتقدون أن الدولتين واقعتان لامحالة في حرب، وكانت في نظرهم على قاب قوسين أو أقرب، ولكن الله سلم وكفى الله المؤمنين القتال، بما أوتيتموه من حكمة وروية فضربتم للناس خير مثال، وحمدنا الله كثيراً على أن الدسائس لاتجد
منفذاً لجانبكم الحصين، وذلك ليقظتكم وسهركم على مصالح الإسلام والمسلمين، فقد تداركتم الأمر بحكمتكم قبل الفوات، وحزتم بذلك من العالم العربي والإسلامي أصدق الدعوات، وإني أتقدم إليكم أيها الأخ الكريم بخالص شكري القلبي على عدم تفضيلكم المصلحة الخاصة دون المصلحة العامة مما جعل الألسنة تلهج بالدعاء لجلالتكم أبقاكم الله للإسلام ذخراً وعضداً، وللدين الحنيف ركناً وسنداً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإمضاء (محمد إدريس السنوسي) (?)
ب- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
بذل الملك إدريس رحمه الله مافي وسعه في القضايا التي تتنامى إلى سمعه، فيغضب لله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإن كانت هناك أمور لم يتدخل فيها لكونها خارجة عن إرادته وقدرته بحكم الوجود البريطاني والأمريكي.
وإليك أخي القارئ هذه الرسالة التي وجهها إلى الحكومة الاتحادية في 13 يوليو 1960م التي عممت على جميع الإدارات الحكومية، ثم نشرتها الصحف ووسائل الإعلام بسبب حصول ابن عمه عبد الله عابد السنوسي امتياز تنفيذ طريق فزان بكيفية مريبة، فأطلق الملك صرخته المدوية (لقد بلغ السيل الزبى).