ادريس المهدي السنوسي وأنهم عقدوا عليه الآمال في حالهم ومستقبلهم ليمثل أمام الحكومات والسلطات والهيئات آماني القطر الطرابلسي البرقاوي تمثيلاً حقيقياً صحيحاً، ويتكلم باسم الجميع على أن تكون هيئة منتخبة منهم وله نائب يقوم مقامه عند مسيس الحاجة، وتليت التوقيعات فتبين أنها هي توقيعات من بأيديهم الحل والعقد في القطر الطرابلسي البرقاوي من الاحرار الذين عاهدوا الله على الدفاع عن الوطن وحقوق الأمة، فكان ماجاء فيه من الغاية السامية ابلغ الأثر في نفوس الجميع لأنه حقق رغباتهم الصادقة في توحيد الكلمة وبرهن على ثبات هذه الامة في المطالبة بحقوقها وولائها بالامارة أولاً وآخراً وهو محط آمال الجميع في الحاضر والمستقبل لإخلاصه للوطن ودفاعه المجيد عنه ولايوجد من يشذ عن آرائه الصائبة ولا من يخالفه في التضحية بالنفس والنفيس في سبيل سعادة الوطن والأمة واعلاء كلمة الله، قرر الجميع تأييد قرار إخوانهم الطرابلسيين البرقاويين في القطر المصري بدون قيد ولا شرط، وكلفت الهيئة تنظيم هذا القرار الاجماعي للأعراب لسمو الأمير السيد محمد ادريس المهدي السنوسي في الثقة التامة به والولاء الكامل له مادام متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - متخذاً التأهبات اللازمة للقيام بعمل جدي حين تدعو الظروف إليه، وهذه تواقيعنا تشهد أمام الله والوطن بعهدنا هذا، ومن ينكث فإنما ينكث على نفسه، والله ولي الجميع) (?).

وشرع ادريس السنوسي في مفاوضة الانكليز، فأسفرت مباحثاته عن السماح له بتشكيل فصائل من القبائل الليبية المهاجرة لاسترداد حريتها واستخلاص بلادها من العدو الايطالي، وإعادة الاستقلال للبلاد، ودعا الأمير ادريس مشايخ القبائل وزعماء المجاهدين الموجودين بمصر أو اولئك الذين كانوا في خارجه وذلك للاجتماع في مكان بالقاهرة في يوم الخميس 8 اغسطس سنة 1940م من اجل دراسة الأحداث والتطورات الأخيرة.

وانعقد الاجتماع قبل الموعد المعين بيوم واحد في احد أحياء القاهرة واستمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015