عساهم يرجعون عن غيهم ويؤوبون الى رشدهم رحمة بالانسانية وشفقة على البشرية ولكن انى للمسلمين الذين تفرقت كلمتهم وانحلت عرى جامعتهم أن يتضامنوا على القيام بمثل هذا الواجب، ولما كان المؤتمر الاسلامي الموقر من ضمن واجبه التفكير في مثل هذه الشؤون الهامة فها أننا نبسط بين يديه قضية من أهم القضايا التي يجب العناية بها فان ذلك الشعب المفجوع في وطنه ودينه اذا لم تشمله عناية المخلصين من اخوانه المسلمين الذين يهمهم أمر الدين سيصبح "لاسمح الله" أثراً بعد عين وفي ذلك مافيه من المسؤولية الكبرى والبلاء العظيم.
فيا أيها السادة الاكرام.
إن الشعب الواقف في وجوه أعدائكم منذ احدى وعشرين سنة هو منكم، والدين المهان في تلك الديار هو دينكم. وأولئك الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الله همّ شهداؤكم، هنالك في تلك الصحارى المحرقة والفيافي المقفرة اخوان لكم {صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}.
أجل. إن إخوانكم في تلك الديار النائية يستصرخونكم ويناشدونكم الله أن تعملوا على معالجة شؤونهم ونشلهم من براثن الاعداء قبل أن يقضى عليهم فيموتوا وبذلك تفقدون قطراً اسلامياً فتحه جدودكم الكرام ودفعوا فيه راية الاسلام منذ اربعة عشر قرناً.
وقد اصيبت اليوم تلك التربة التي خضبت بدم الشهداء تخيم عليها سحابة سوداء تمطر ظلماً وجوراً على أخوانكم البؤساء، هناك تسمعون الصراخ والعويل والبكاء والنحيب، هنالك الانسانية المعذبة، هناك تحار الأفكار وتزيغ الابصار، ولا منجد، ولا مغيث، ولا معين.
فإن تلك البلاد طائفة من المسلمين لم يزالوا شاكين السلاح يذودون عن أوطانهم ويدافعون عن كيانهم وعدوهم الجائر يتربص بهم الدوائر، فنرجوا أن تفكروا