فاصطفت الأبطال تحت لوائها ... وتجرد الهندي والمسنون

والسيد المهدي يذكى نارها ... بالحزم والاقدام ضل يبين

يستنهض الفرسان في ساحتها ... والشعب منقاد له ورهين

يستعذبون الموت في إرضائها ... في حب برقة يضحك المطعون

عشرون عاماً في الجهاد بهمة ... لم تكتحل فيها المنام جفون

صبر الألى فتحوا ممالك قيصر ... وتسوروا الأيوان وهو حصين

لو كان للإسلام سالف عهده ... والجار للجار الضعيف معين

مابات أبطال الجهاد على الطوى ... يستنجدون الشرق وهو ضنين

يالهف نفسي كيف سار بغله ... من كان للسرج الرهيب يزين

عمر بن مختار الشهيد ومن له ... في كل قلب لوعة وحنين

فختامه يحكي نهاية (جعفر) ... حتى حلى لي فيهما التأبين

عيناه قد رأت الحصان مجندلا ... والجو أطبق والرصاص هتون

والسيف في اليمنى وإن قطعت فما ... يلقيه حتى أن يحين الحين

من كان لله القدير جهاده ... والحق يعلم أنه المغبون

لاينثني عن عزمه والموت في ... حبل المشانق جاثم مرهون

ماردَّ إلا حيث قال قضاتهم ... نعم، وفي الصوت الجهور رنين

فاضت على حبل المظالم روحه ... والله قدر ما عليه تكون

دار السنوسي لقنت أشبالها ... موت المعزة بالكماة قمين

فالصبر ياشعب الجهاد فضيلة ... يامرسل الشكوى وأنت حزين

لازال رب الدار ليثا رابضا ... ان غاب عنها ليس عنك يبين

لازال ادريس الوفي بعهدكم ... والحر للعهد النزيه يصون

لازال يسعى للخلاص بفتية ... منكم، وقد سهرت عليه عيون (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015