المتباينة، وقد حرصوا على توريث تجاربهم وخبراتهم، وتاريخهم للأجيال القادمة، وقد استمعت الى بعض أبناء الحركة السنوسية وهم يتحدثون على ماقام به الدعاة والمجاهدون من أبناء الحركة في إعزاز دين الله، ونصرة أهله والدعوة إليه في الصحراء الكبرى، وغرب ووسط أفريقيا، وبلاد الحجاز، ومصر والشمال الأفريقي، وكان لذلك الحديث أثره في نفسي ومن ثم اهتميت بجمع المعلومات عن كل ما يتعلق بالحركة السنوسية، من أجل الكتابة عنها، ودراستها، دراسة تحليلية وافية، وكنت شديد الفرح بكل معلومة أحصل عليها من أفواه رجال الحركة، فأكتبها على أوراق الصابون، وأوراق البسكويت، وأوراق حليب الكورنيش بواسطة أقلام الرصاص، والجرافيت التي كنا نستخرجها من بطاريات الشحن الصغيرة؛ لأنه كان من الصعوبة بمكان الحصول على أوراق أو أقلام في المعتقل.

وبعد خروجي من السجن في 3/ 3/1988م وقد أكرمني الله بوضوح الهدف، والشعور بوجوب الدعوة الى الله تعالى، والإستعداد للتضحية في سبيلها قال الشاعر:

خرجنا من السجن شم الأنوف

كما تخرج الأسد من غابها

نمرّ على شفرات السيوف

ونأت المنية من بابها

وعندما خرجنا من المعتقل، كانت الصحوة الاسلامية قد امتدت في شرايين المجتمع الليبي، لقد غمرتني سعادة كبرى بظهور التيار الاسلامي، وامتلاء المساجد وانتشار الحجاب، وظهور التدين في المناسبات الاجتماعية إلا أنه بعد احتكاكي ببعض أبناء الصحوة، لاحظت أنها عاطفة جياشة ينقصها العلم الشرعي من الكتاب والسنة، كما وأنني لمست أنقطاعاً واضحاً عند هذا الجيل المبارك عن تاريخ أجداده وجهادهم ضد فرنسا في وسط أفريقيا والصحراء الكبرى، وجهادهم العظيم ضد ايطاليا في طول البلاد وعرضها، وجهادهم ضد بريطانيا على الحدود المصرية الليبية، وللأسف الشديد لايتذكرون من فتوحات الصحابة والتابعين لليبيا والشمال الأفريقي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015