5 - بذل العناية لإصلاح الحالة الإقتصادية وتوزيع الثروة الوطنية على أساس عادل.

وأنشأوا جريدة اللواء الطرابلسي لتكون لسان حاله. وكان الحزب يستمد قوته من الشعب، واستندت الحكومة الوطنية على الحزب في تأييدها وإقناع الطليان بمطالبها، وأبدى الطليان مراوغة في انتخاب مجلس النواب الذي ينص عليه القانون الأساسي، فكان حزب الإصلاح الوطني يطالب بتنفيذه، وكانت جريدة اللواء الطرابلسي تشير إلى هذا المعنى في جرأة وشجاعة فائقة، فكانت الحكومة الوطنية، والحزب الوطني والجيش الوطني يؤيد بعضها بعضاً في المطالبة بحقوق الأمة وإلزام الطليان بتنفيذ القانون الأساسي، ورأى الطليان خطورة الموقف، فعملوا على إفساد هذا الصلح (?)، وشرع الوالي الإيطالي وأعوانه يبذرون بذور الشقاق بين الزعماء ويديرون حملة عدائية ضد القادة، ويحركون كوامن الحقد والعداء (?).

يقول الأستاذ التليسي عن تلك الفترة: (ففي مجال العمل السياسي عملت إيطاليا على إثارة الفتنة والإنشقاق والإنقسام بين صفوف الزعماء، وسعت إلى إستمالة بعض الفئات وتأليبها على الفئات الأخرى، وكان أهم ماتوخته في هذه الفترة العمل على احداث انقسام بين مصراته وورفلة، وبين ترهونة ومصراته، ثم بين زعماء الجبل الغربي، ولامناص من الاعتراف بأن السياسة الإيطالية التي فشلت عسكرياً في هذه المرحلة التي أعقبت القرضابية قد نجحت نجاحاً كبيراً في إحداث الصدع بين الصفوف، بحيث لم تستأنف العمليات في عهد (فولبي) إلا بعد أن أوجدت من ذلك الإنقسام قاعدة كبيرة تعتمد عليها عملياتها (?).

لقد انتهز الإيطاليون فرصة المهادنة ليلقوا بذور الفتنة بين العرب والبربر من جهة وبين البدو والحضر من جهة أخرى وبين سكان البلدان المتجاورة أيضاً،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015