قومنا وضعوا جل آمالهم في انكلترا حامية حقوق الأمم الصغيرة، فرجاؤنا أن تتفضلوا بوضع المسألة الطرابلسية على بساط مذكرات الصلح العمومية حتى تنال جمهوريتنا مايضمن لها مستقبلها. والمرجو قبول عظيم احترامنا) (?).

س- البلاغ السادس: الى رئيس الجمهورية الفرنسية:

(نتشرف بأن نحيط فخامتكم علماً بأن الامة الطرابلسية قد توجت استقلالها بإعلان الحكم الجمهوري. وفي 16 نوفمبر سنة 1918م أعلنت نتيجة انتخاب مجلسي الجمهورية والشوري.

إن ما قامت به فرنسا الحرة من نشر إعلان الحرية في العالم وتكبدها كل الصعوبات في سبيل حمايتها لايجهله أحد، وإنه لمكتوب على صفحات القلوب بمداد الحياة تتغذى به أرواح الأحرار في كل الأقطار لاينسخه توالي الدهور ولاتمحوه زلازل الحروب.

إن ماقام في هذا العصر بطلب حريته سواء كان بسيفه أو قلمه فإنما هو مستمد من منبع الحرية الزلال، ومقتبس من سناها الساطع، ومغترف من بحرها الطاف؛، ومستخرج من معدنها الصافي (قاعدة فرنسا الحرة) فلا عجب إذا قامت الآن فرنسا لحماية الأمم الصغيرة، كأمة طرابلس الغرب التي مابرحت تريق دماء ابنائها منذ سبع سنين وزيادة في سبيل نيل حريتها واستقلالها ورد جيوش إيطاليا الغاصبة لأرضها المعتدية على شرفها.

إن الأمة الطرابلسية التي لا تجهل تاريخ فخرها القديم لم ترض أن تساق الآن بعصا الذل والهوان، وأن تستعبد في زمن مادت فيه الأرض شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً بالحروب الهائلة لأجل تحرير بني الانسان.

إن كل من يتتبع التاريخ بإنصاف يجد أن الأمة الطرابلسية لم تملكها دولة من الدول، كما تملك البلاد ملكاً مطلقاً، بل لم تزل منذ خلقت أو عرفت بين الأمم في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015