محفوظ الورفلي، وكان الأخير قاضياً بمعسكرات الجبل، وقتل شهيداً في ساحات الفداء، وكان الناس مقبلين على حلقات العلم، فتبدأ حلقات العلم بعد الساعة التاسعة صباحاً، وبعد صلاة العصر، وكان الطلبة يلتفون حول الشيوخ، وخلف هؤلاء طبقات الاعيان والوجهاء والكثير من ضباط الجيش يستمعون الى الوعظ والارشاد، والعلم، وانتشرت مدارس قرآنية اخرى بدواخل البلاد وبجميع المراكز عدا مدارس الزوايا المعروفة (?).
وتقدمت الحياة الاقتصادية، وشرع التجار في مزاولة اعمالهم، واستتب الأمن في جميع انحاء برقة، لقد استطاع محمد ادريس ان يبحر بالسفينة بمهارة ويصل بشعبه الى شط الامان بعد أن أمضه الجوع حتى اضطر بعض الناس الى أكل لحوم الخيل والبغال والحمير.
وكان يعمل مع اخوانه في حكومته بكل جد ونشاط لتطوير الجوانب السياسية، والاقتصادية والعسكرية، والثقافية.
لقد أوجد الامير محمد ادريس حكومة في برقة احبتها القبائل وهابتها، عملت على نشر العدل، وازالت الظلم، ووحدت الصف، ونبذت الخلاف، وأقرت السلام.
كان الأمير محمد ادريس يدير دفة العلاقات مع ايطاليا بمنتهى الحذر واللباقة، والكياسة، والدبلوماسية، والسياسة، وحرص على توثيق علاقته مع الوالي الايطالي الكونت جاكومودي مارتينو، وعين عمر باشا منصور الكيخيا ممثلاً له في بنغازي، وكان لعمر باشا خبرة سياسية نادرة، حيث كان نائباً في مجلس المبعوثان العثماني في استانبول (?).
ثالثاً: اتفاق الرجمة:
كان الايطاليون غير راضين على الاتفاقات السابقة لأنهم كانو يطالبون بالسيادة