- بدأت نوايا مصطفى كمال الشريرة تظهر رويداً رويداً، فتدخل في الاحكام وغير القوانيين الشرعية، فأنزعج أحمد الشريف غاية، وغضب نهاية، وخاطب مصطفى كمال وقال له: أننا والمسلمون لم نناصرك، ونقف معك إلا لأجل حفظ كيان الدين الاسلامي.
- من طرفي خفي بدأت السلطات التركية تضايق أحمد الشريف وتعد عليه أنفاسه، وأحكمت الرقابة على كل من له تعلق بالسيد، او يزوره وانتهى الامر بإخراجه من تركيا وسافر الى الشام.
- اشتد ضغط الحكومة الفرنسية على احمد الشريف للخروج من الشام وانتهى به المقام بالحجاز وأصبح يتنقل بين المدينة ومكة المكرمة ويتصل بأهل ليبيا عن طريق الحجاج ويجمع لهم الأموال والمساعدات ويقوم بتوجيهم خير قيام.
- توفى احمد الشريف في تمام الساعة الثامنة من يوم الجمعة 13 ذي القعدة سنة 1351هـ الموافق العاشر من شهر مارس سنة 1933م في الزاوية السنوسية في المدينة المنورة أثر مرض عضال لم يمهله، ودفن في مقبرة البقيع قرب قبر الامام مالك بن أنس امام دار الهجرة بعد أن عاش أحدى وستين سنة قضاها في خدمة الاسلام والمسلمين، ورفع شأن الدين، ومجاهدة الكافرين الغاصبين في شتى الميادين، فعليه وعلى أمثاله الرحمة والمغفرة والرضوان من رب العالمين وأعلى الله ذكره في المصلحين.
- هذه هي خلاصة التي وصلت إليها وقد ملت الى الاختصار الشديد خوفاً من الاطالة والاطناب.
وأسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل هذا الجهد المتواضع قبولاً حسناً وأن يبارك فيه، وأن يجعله من أعمالي الصالحة التي أتقرب بها إليه: وأختم هذا الكتاب بقول الله تعالى: {ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}.