بعد أن دخلت القوات الكمالية بلدة استانبول نصبت ولي العهد الامير عبد المجيد ولقبته بخليفة المسلمين لمدة ستة أشهر تقريباً دون أن يكون له أي حل أو ربط، أو أي مظهر رسمي، أو صفة رسمية، وإنما هو ذر للرماد في عيون المسلمين، وتسكيناً للحالة حتى لا يثور المسلمون ويطالبون ببقاء الخلافة ثم تدرجت حكومة مصطفى كمال بعد أن تمكنت من الوضع وخلعت الخليفة الصوري عبد المجيد، وأبعدته كما أبعدت كل من له صلة أو محبة، أو انتماء لآل عثمان وفي ذلك اليوم قال أحمد الشريف كلمته المشهورة: مازال أحمد الشريف (يعني لم يبقى أمام مصطفى كمال إلا أحمد الشريف).

بدأت نوايا مصطفى كمال الشريرة تظهر رويداً رويداً، فتدخل في الاحكام وغيرّ القوانين الشرعية، فانزعج احمد الشريف غاية، وغضب نهاية، وخاطب مصطفى كمال وقال له: أننا والمسلمون لم نناصرك، ونقف معك إلا لأجل حفظ كيان الدين الاسلامي، والتمس منه إعادة النظر سريعاً في الموضوع، كما حضه على التمسك بعرى الدين، الذي به انتصر، واكتسب عطف الشعوب الاسلامية عليه؛ فلم يرق هذا الكلام لمصطفى كمال وعده تدخلاً في سياسته الشيطانية.

لقد كان مصطفى كمال أفعى يهودية بحق، وماسوني متضلع، وحاقد على الاسلام والمسلمين، اتقن فنون الكيد والمكر والخداع، ولما تمكن من تركيا وشعبها قام بألغاء الخلافة الاسلامية، وفصل تركيا عن باقي اجزاء الدولة العثمانية، دولة الاسلام واعلن بكل وقاحة العلمانية في دار الخلاقة، وفصل الدين عن الدولة، واضطهد علماء المسلمين ابشع اضطهاد، وقتل منهم العشرات، وعلق جثثهم على أعواد المشانق، واغلق كثيراً من المساجد، وحرم الأذان، والصلاة باللغة العربية، وأجبر الشعب على تغيير زيه الوطني، وألزم الناس بلبس الزي الأوروبي، وألغى وزارة الأوقاف ومنع الصلاة في جامع آيا صوفيا وحوله الى متحف، وألغى المحاكم الشرعية، وفرض القوانين السويسرية، وفرض العطلة الأسبوعية يوم الأحد بدل من يوم الجمعة، وألغى استخدام التقويم الهجري، واستبدله بالتقويم الميلادي، وألغى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015