السيد أحمد الشريف ويشيعون عنه أراجيف يصعب تصديقها، وهذا الأمر يمس جانبك أنت، ولا ينحصر في السنوسية، لأن أكثر مظهرك كان بهؤلاء الجماعة؛ فإن ظهر بعد ذلك أنهم خائنون، لاسمح الله، فتكون أنت الملوم، ويستدل الناس بذلك على كونك فائل الرأي. وإن كان عندك شيء راهن بحقهم، فصرح لي به لنعلم درجة الخبر من الصحة. قال لي انور رحمه الله: (حاشا، مايقدر أحد أن يتهم سيدي أحمد الشريف بالخيانة ولكن الانكليز كانوا يخدعونه أحياناً).
قلت له: (إن سيدي احمد الشريف لم ينخدع للانكليز، وإنما كان يصانعهم كما يصانعونه، وماتلكأ عن محاربتهم إلا خشية الفشل، إذ كان يعلم أن القوة التي لديه غير كافية للدخول الى مصر، أفلا ترى كيف ان الانكليز مجرد زحف الأربعة آلاف مجاهد الى مرسى مطروح، رموهم بثلاثين ألف مقاتل، وبالمدافع والطيارات، والدبابات، ولولا لطف الله بهم لوقعوا جميعاً أسرى وأخوك من الجملة .. ) قال لي أنور: (أنا أعطيتهم أوامر بأن يتجنبوا المعارك الفاصلة) فقلت له: (ياسبحان الله: أنت عسكري صنعتك الحرب وأدرى مني بهذه الأمور، أفاذا هاجم الانسان من هو أقوى منه مراراً، أفيبقى له الاختيار في الكر والفر؟) وانتهت هذه المحاورة باقتناع أنور، وتركه مؤاخذة السيد (?).